الخميس، سبتمبر 21، 2023

السعادة

 

السعادة



بقلم : خالد عبد الرحمن

ما سمعته عن السعادة أنها غير موجودة في الدنيا، وأن السعادة فقط في الآخرة .. وفي هذه المسائل، تكون وجهات النظر، ويصعب الجزم والحسم فيها، هذا شأن المعاني، وإنما نسدد ونقارب ..

والحق أنني مدين بالفضل لصديق لي سألني عن معنى السعادة، فأخذني الحديث للمقارنة والمقاربة بين الحزن والفرح، حيث تساعدنا الأضداد في معرفة الأشياء.

ربما نقترب من معنى السعادة إذا عرفنا ضدها، فهل الحزن ضد السعادة أو عكسها ؟

كلا عزيزي .. استمع لقوله عز وجل :

{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود : 105]

سعيد حسب نص القرآن، عكسها شقي، وليس حزين ..

حسناً .. وجدت في القرآن الحزن والفرح، وباعتقادي هما ضدان، لكن اللافت للنظر أنهما مرتبطان بحال مؤقت، كفرحة المؤمنين بانتصار ما .. أو حزن يعقوب عليه السلام على فقد ابنه .. وهكذا ..

كما تلاحظون هي حالة تنتهي بعودة يوسف مثلاً عليه السلام .. أو تختفي بمرور الأحداث والوقت ..

وبالعودة للبحث في القرآن الكريم عن الجذر "سعد" فلم أجد سوى الآية السابقة، وهذه الآية :

{ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود : 108]

"كلاهما في هود .. وهود فقط .. لعلنا نعود لنعرج عن سر عدم وجود جذر السعادة في غير هود، ومرتان فقط !"

طبعاً نلاحظ الارتباط بين السعادة والآخرة، يبدو أن من ذهبوا إلى عدم وجود سعادة في الدنيا كانوا على صواب !

بالتالي يكون تعريف السعادة بالنسبة لي وكما فهمته :

السعادة هي استمرار الفرح .. ولأنه لا استمرار لأي حال في الدنيا، وأن ضمان الاستمرارية فقط في الآخرة، فإن السعادة تكون فقط في الجنة.

والله أعلم ..

ملاحظة :

كلما احتجت للبحث في القرآن بدلالة الكلمة أو الجذر أو غير ذلك، أجد من اللازم الإشارة للمصدر، فريق أم الكتاب، فجزاهم الله عنا خيرا

خالد عبد الرحمن

21.09.2023

الاثنين، مايو 29، 2023

عصر الملل ..

 

عصر الملل ..

 


إذا كان البعض قد وصف هذا العصر بأته عصر السرعة أو العلم أو الاتصالات .. الخ. فاسمحوا لي أن أسجل اندهاشي، إذ لم يخطر ببال هؤلاء أننا نعيش مللاً عظيماً .. إنه بلا شك :

عصر الملل العظيم

تخيلوا أن حربا قامت بين روسيا وأوكرانيا لم تحسم حتى الآن !

تخيل أيها المواطن العربي أنك تعيش في منظومة حكم وتحت قائد أو ملك منذ ولادة أبيك وربما جدك حتى الآن !

أخي الموظف على هذا الكوكب البائس .. كم من السنوات مضت وستأتي وأنت على نفس المكتب تحت إدارة نفس المدير !

استمع لأي نشرة أخبار بأي تاريخ سابق وقارنها بنشرة أخبار هذه اللحظة، وأخبرني بالفرق .. أي فرق.

إنه بجدارة .. عصر الملل العظيم.

دمتم في أمان الله

خالد عبد الرحمن

أي يوم / مثل أي شهر / ككل عام.


الخميس، مارس 16، 2023

مع نفسي .. 30 - مساحة بيضاء

 

الحديث الثلاثون :  مساحة بيضاء



بعد الأحاديث السابقة .. لعلك تعرفت أكثر على نفسك .. ولهذا أعتقد أنك الآن أولى بأن تختار عنوان هذا الحديث، بل ولأحاديث أخرى، وكأنني تركت لك هذه المساحة بيضاء، لتخط أنت أسطرها .. دعواتي لك بالتوفيق ..

ودمت في أمان الله.

خالد عبد الرحمن

16.3.2023

مع نفسي .. 29 - اعتذار مستحق

 

الحديث التاسع والعشرون :  اعتذار مستحق



ألم يأن الوقت لتختبر شجاعتك، وتواجه نفسك، وتعترف بأنك أسأت إلى فلان ؟ وربما أكثر من فلان ؟ هل فكرت كيف تعتذر ؟ سأقص عليك موقفاً شخصياً .. ذات مرة كان لي حاجة عند فلان، ووعدني الرجل خيراً، وبناء على هذا الوعد دفعت الرسوم المطلوبة لجهة ما، والآن حان وقت التنفيذ، فإذا بفلان يتهرب ويخالف وعده، الحق أنني حنقت بل ودعوت عليه !

يبدو أن فلاناً هذا شعر بتأنيب ضمير، فعوضني في حاجة أخرى، فشعرت أنا بتأنيب ضمير .. وسألت من أثق بحكمته، هل يجب أن أصارحه بما صدر مني ؟ فقال لا .. ذلك يوغر الصدر، ويؤذي أكثر مما يفيد، ولكن يمكنك الدعاء له في ظهر الغيب، ففعلت.

أدعوك الآن لمراجعة من يستحقون اعتذارك، سواء بشكل مباشر، أو غير مباشر، حسب الحالة، وحسب طبيعة العلاقة .. والأمر كما يحتاج لشجاعة، يحتاج كذلك للحكمة.

ودمت في أمان الله.

خالد عبد الرحمن

16.3.2023

مع نفسي .. 28 - تعلمت

 

الحديث الثامن والعشرون : تعلمت ..



بغض النظر عن عمرك، شاباً كنت أو شيخاً، لا شك أنك تعلمت في حياتك أكثر من درس وعبرة، أطلب منك التفكر في هذه العبر، هل يمكنك حصرها ؟ هل يمكنك ترتيبها زمنيا ؟ هل يمكن أن تتذكر وتتفكر في آخرها ؟

ماذا تعلمت هذا الشهر ؟ العام الأخير ؟

حسناً .. الآن أطلب منك أن تجيب على هذه الأسئلة :

1.       هل استفدت بشكل عملي مما تعلمته ؟ إذا كانت الإجابة لا .. فاطرح السؤال لماذا ؟ ..

2.       هل نقلت هذه العبرة لغيرك ؟ إذا كانت الإجابة لا .. فاطرح السؤال لماذا ؟ ..

والآن .. أتركك لتحاور نفسك .. 

ودمت في أمان الله.

خالد عبد الرحمن

16.3.2023

مع نفسي .. 27 - النعم

 

الحديث السابع والعشرون : النعم ..



 وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ  - النحل 18

فحسب الآية الكريمة لن تتمكن من حصر النعم، لكن من الجيد والمفيد أن تتذكر وتتفكر فيما تستطيع ملاحظته من كم النعم المحيط بك .. وركز على واحدة منها، واحمد الله عليها حمدا كثيرا، ثم احمد الله حمدا كثيرا على سائر نعمه ما تدركه منها وما لا تدركه.

استحضر هذه النعمة أو مجموعة النعم وأنت تقول وتكرر "الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله ..."، ركز ذهنك على تصوير أو استحضار هذه النعمة في كل مرة تحمد الله فيها، ستخرج منك مختلفة عن تلك التي كنت تقولها سابقا عقب كل صلاة لمجرد أن تكررها ثلاث وثلاثون مرة لمجرد تحقيق الرقم لا أكثر.

إنها الحمد لله بمذاق جديد ومختلف.

كيف نشكر الله على النعم ؟

يجيبنا ابن القيم رحه الله في كتابه مدارج السالكين :  والشكر مبني على خمس قواعد :

1.       خضوع الشاكر للمشكور.

2.       وحبه له.

3.       واعترافه بنعمته.

4.       وثناؤه عليه بها.

5.       وأن لا يستعملها فيما يكره.

فهذه الخمس. هي أساس الشكر وبناؤه عليها، فمتى عدم (تركنا) منها واحدة اختل من قواعد الشكر قاعدة.

تقبل الله طاعتكم، ودمتم في أمان الله.

خالد عبد الرحمن

16.3.2023

مع نفسي .. 26 - رحلة

 الحديث السادس والعشرون : رحلة



مفهوم الرحلة غير قاصر على عطلة ترفيه واسترخاء، فكر في رحلة لصلة رحم أو عيادة مريض، رحلة عمل، استكشاف معلم أو طلب علم، أو أشياء أخرى ستخطر على بالك ولم أذكرها لك لأنك أدرى بحالك مني، المهم أنك وضعتها على جدول مهامك .. وكالعادة سنضع خطتنا، متى يمكنك فعلها ؟ ماذا يعيقك ؟ كيف يمكن تذليل المعوقات ؟

ودعني أذكرك بأن تغتنم رحلتك في التأمل في خلق الله، وطبائع البشر، واستنباط المواعظ والعبر، .. وتمتع بتوثيق وتدوين ما يثير اهتمامك.

اكتب وخطط ورتب أمورك .. وجدد النية لتنال الأجر وتحقق الهدف .. ودعواتي برحلة موفقة.

دمت في أمان الله

خالد عبد الرحمن
16.3.2023

مع نفسي .. 25 - خطيب جمعة

 

الحديث الخامس والعشرون : خطيب جمعة



هل تخيلت نفسك يوماً على المنبر لتخطب في الناس ؟ ولم لا ؟ هب أن خطيب الجمعة تغيب لسبب ما، وأن من حولك قدموك لهذه المهمة، ماذا ستقول لهم ؟ لا أريدك أن تتعامل مع الموقف وكأنه اختبار مفاجئ .. بل وطن نفسك على احتمال حدوثه بالفعل، لا تذهب لصلاة الجمعة قبل أن تتخيل نفسك في هذا الموقف.

فكر فيما تود إخباره لعامة الناس ممن لا تعرف عنهم شيئا، ثم خصص حديثك لمن تعرفهم من جيران وأقارب ومعارف .. بماذا ستوصيهم ؟ ومن أي شيء تحذرهم ؟ ما الجديد الذي ستطرحه عليهم لتنشط أفكارهم ؟ وكيف تثير همتهم ؟ هذه التجربة ستكشف لك جانباً من نفسك ربما لم تكن تعلم عنه .. ستخبرك عن أولوياتك .. والأهم أنك ستبحث في الآيات عما يدعم أفكارك، وهذا سيجعلك تنظر في القرآن بشكل مختلف ربما تماماً عما كنت تقوم به .. استمتع بهذه التجربة، واكتب بنفسك لنفسك أول خطبة جمعة، لو وجدت المتعة حقاً .. كررها كلما سمحت لك الظروف.

نصيحة : لا تكن تقليدياً، لا في موضوع الخطبة، ولا في الدعاء المكرر الذي اعتدت سماعه ..

تلميح : يمكنك التعريف بسورة من سور القرآن الكريم، سبب التسمية، هل لها أسماء أخرى، أسباب النزول، محاور السورة وموضوعاتها، أحكام، دروس مستفادة من السورة .. وهكذا.

ودمت في أمان الله

خالد عبد الرحمن

16.3.2023

مع نفسي .. 24 - احتياجات

 

الحديث الرابع والعشرون : احتياجات



حاجات الإنسان تكاد لا تنتهي، وما أن تمتلك شيئا حتى تشتهي غيره، سواء كانت حاجة مادية أو معنوية، في حوارك مع نفسك أدعوك لاستكشاف حاجاتك الحالية، وسنتبع منهجية سبق استخدامها عبر الأحاديث السابقة.

سنكتبها، نرتبها، نحدد خطوات يمكن قياسها للحصول على هذه الاحتياجات .. ونتوقف بعد فترة لننظر، هل مازلنا بحاجة لكذا ؟ هل حققنا بعضها ؟ في الموضوع الفلاني ما نسبة ما تحقق منه وكم تبقى ؟ هل نحتاج لتعديل  خطوات الحصول عليه ؟ هل كان في احتياجاتي أمور يصعب قياسها كالحاجة إلى الرضا أو التقدير مثلا ؟

دعني أخبرك أن هناك حاجات أتعبت الفلاسفة في مجرد تعريفها ! لكن المحاولة لا شك ممتعة ومربحة، وهي أهداف رحلتك في الحياة، سواء تحققت بالكامل، أو جزء منها، أو لم تتحقق من الأساس، لكنك على الأقل حاولت .. المهم أن نبدأ.

دمت في أمان الله.

خالد عبد الرحمن

16.3.2023

مع نفسي .. 23 - مخاوف

 

الحديث الثالث والعشرون : مخاوف



نسمع كثيرا أن القلق والتفكير المفرط من الأمراض التي ربما تميز هذا العصر، ولن أدعوك هنا للمقاومة ولا المواجهة بل سأدعوك فقط للتعرف على مخاوفك، اكتبها ..  فقط تعرف على مخاوفك، رتبها حسب الأقوى، هل بينها ما يمكن أن تتخلص منه بنفسك ؟ هل تحتاج مساعدة من متخصص ؟ هل يمكنك البحث عن حلول لبعضها ؟ هل يمكن تجاهل بعضها ؟

هذه المخاوف تستنزف طاقتك دون أن تشعر، أوقف هذا النزيف مبكراً قبل أن يؤثر على صحتك وحالتك المزاجية وعلاقاتك وقدراتك ..

أعلم أن الأمر ليس سهلا ولا بسيطا .. لكنه ليس مستحيلا .. واطلب الأمان من الله .. المهم أن تبدأ.

وأقولها لك الآن لا على سبيل ختام الحديث كالعادة، بل كدعاء لي ولك :

دمت في أمان الله.

خالد عبد الرحمن

16.3.2023

مع نفسي .. 22 - هوايات

 

الحديث الثاني والعشرون : الهوايات



بمجرد أن يذكر أمامي موضوع الهوايات أجدني أبتسم وأنا أتذكر هواياتي المحببة، وذكرياتي معها ..

يحدثنا المختصون عن أهمية ممارسة الهوايات وأثرها الرائع على الصحة النفسية، وبالتالي على الصحة الجسدية .. ولهذا أدعوك مخلصاً النصيحة أن رتب وقتك بما يسمح لممارسة هواياتك، خاصة تلك التي يمكنك ممارستها في منزلك، كالرسم مثلا أو كتابة الشعر، أو حتى خواطرك ..

ولي صديق كان في كل موسم رمضاني يصنع مجسماً لمسجد أو فانوساً، ويقوم بعمل التوصيلات اللازمة للإضاءة، بل وتوصيل سماعة لإذاعة القرآن الكريم قبيل المغرب ..

وآخر كان يصمم كروت معايدة على برامج التصميم للمعايدة على معارفه في بعض المناسبات .. وهكذا ..

ممارسة هذه الهوايات لها كما أسلفنا أثر رائع على تحسين الحالة المزاجية، وبعض الدراسات تؤكد أنها تحارب مشاكل الشيخوخة !

أدعوك للعودة لممارسة هواياتك ..

ودمت في أمان الله.

خالد عبد الرحمن

16.3.2023

مع نفسي .. 21 - ماذا قدمت للعالم ؟

 

الحديث الواحد والعشرون : ماذا قدمت للعالم ؟



قد يبدو السؤال صعباً على أمثالنا من عوام الناس، فلست من العلماء، ولا المشاهير، ولا الأثرياء، مثلا .. ربما، لكن هل يمنع ذلك من أن أقدم ولو الشيء البسيط الذي ينفع ولو شخصاً واحداً في هذا العالم ؟

راجع نفسك وتحدث معها، وافتح بنك الأفكار، بكل تأكيد ستجد ما تقدمه .. نصيحة مخلصة، خلاصة خبرة أو تجربة، إصلاح خصمين، أنت بالتأكيد أدرى مني بما يمكنك فعله ..

لا تستصغر المعروف فتمتنع عنه، وكذلك لا تستعظمه فتأخذك نفسك إلى الغرور .. وتتوقف عن العطاء. وتذكر أن لك دوراً في عمارة الأرض، وأنك لم تخلق عبثاً.

تلميح : تقريباً 2 مليار مسلم أعجمي يحتاجون ما تعلمه من أصول ليتعلموها، ابحث عن موقع أم الكتاب، يحتوي على تراجم القرآن الكريم بكل اللغات (تقريباً)، ساهم في نشرها علها تصل إليهم فتنفعهم فتكون قد أضفت جديداً لعالم لا يتحدث لغتك.

وهذا رابط القنوات http://www.omelketab.com/

ودمت في أمان الله ..

خالد عبد الرحمن

16.3.2023

مع نفسي .. 20 - راحة

 

الحديث العشرون :  راحة



أشفقت على عقلي وأعصابي من متابعة ما جرى وما يجري، زلزال، حرب، وباء، تضخم، زواج صديق، سفر قريب، خلاف زميل، عاجل، ..

كيف يجد المرء راحة والخبر يصل بعد حدوثه بدقائق، ربما ثواني، بل يصلني أحياناً أثناء حدوثه !

كفى ضجيجاً ..

أرغب في خلوة فكرية وعصبية، .. أغلق مفاتيح هذه الوسائل التي تكاد تقضي علينا، ولو لساعات في الأسبوع، ولو دقائق في اليوم، خلوة تدعو فيها مجيب الدعاء، تعيد ترتيب أفكارك فيها .. تخطط .. تتأمل .. تتدبر ..

دمت في أمان الله.

خالد عبد الرحمن

16.3.2023

مع نفسي .. 19 - غذاء العقل

 

الحديث التاسع عشر : غذاء العقل



من باب التنويه فيما يجب (من وجهة نظري) للتسهيل ليس أكثر، بأن نتبع تصنيفاً أو منهجية في طرق أبواب المعرفة، ووسائلها، سواء مكتوبة أو مرئية، حسب ميولك ..

في أي مجال أقرأ أو أشاهد ؟ أنصحك بالتبويب الآتي :

علوم الشريعة، تخصصك الأكاديمي، تخصصك الوظيفي، مشروعاتك المستقبلية، أدوارك الاجتماعية (ابن، زوج، أب، أخ ...الخ)، اهتمامتك الأخرى، الشأن العام (محلي، اقليمي، دولي) .. ويمكنك إضافة ما تراه مناسباً.

حسب ظني أنه من المهم جداً أن تحدث معلوماتك مهما كان الكم والوقت قليلاً في المجالات السابق ذكرها.

المهم أن تضع جدولا ضمن قوائم مهامك اليومية أو الأسبوعية، حسب ظروفك لهذا التبويب .. وأن تلتزم به قدر المستطاع.

ودمت في أمان الله ..

خالد عبد الرحمن

16.3.2023

مع نفسي .. 18 - جسدي

 

الحديث الثامن عشر : جسدي



يا جسدي .. لك الله ! كم ظلمتك ! كم جرت على حقك ! .. قد يبدو الحديث مثالياً .. لكن سدد وقارب كما يقال، بمعنى أن نحاول قدر المستطاع وحسب الظروف والإمكانيات.

نذكر بعضنا بأن أجسادنا هي وسيلتنا في تحقيق أهدافنا، بالتالي عنايتنا بها ربما ليست غاية بذاتها لكنها مهمة للغاية، نحصن أجسادنا بالطعام الحلال، بالأذكار، باتقاء الأمراض .. الخ.

نقلل السهر، نبتعد عن المأكولات غير الصحية، نهتم بالرياضة، بشرب كميات مناسبة من المياه، بنظافة أجسادنا، وحسن مظهرنا بغير مبالغة، تحديد أوقات معينة لمتابعة الشاشات بأنواعها .. الخ.

راجع نفسك وعاداتك .. حدد ما يجب فعله، حدد له الوقت المناسب والإجراءات التي يمكنك فعلها ببساطة وبأقل تكلفة وجهد ممكن، فالنفس لا تميل للجهد الشاق، وتذكر دائماً أن قليل دائم خير من كثير منقطع ..

وفي الحديث الشريف : أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: أَدْوَمُهُ وإنْ قَلَّ – صحيح مسلم.

لا تضع خطط شديدة الطموح، فيصيبك شعور دائم بالتقصير ولوم الذات .. ابدأ بالتدريج .. المهم أن تتخذ القرار ويبدأ التنفيذ خلال أول خمس ثوان من قراءتك لهذا المقال.

ودمت في أمان الله

خالد عبد الرحمن

16.3.2023

مع نفسي .. 17 - فيما تملك

 

الحديث السابع عشر : فيما تملك



يمكن تصنيف ممتلكاتنا إلى ثلاثة أقسام، الأفكار، الأشخاص، الأشياء .. اليوم سنركز على الأشياء، ما هي أهم ممتلكاتنا، ونحمد الله عليها حمداً كثيرا ..

كيف نحافظ عليها، كيف نثمرها، هل فكرت في مخاطر فقدها ؟ كيفية حمايتها ؟ وهل لها بدائل ؟ وهذا حديث يطول يا نفس ..

وفي المقابل هل فيما نملك أشياء يمكن التخلص منها ؟ إذا لم يكن لها قيمة ادخارية أو استثمارية ولم يعد لها استخداما عندك أو مر أكثر عام ولم تستخدمها فلماذا نحتفظ بها ؟

وأخيراً .. أشياء تمنيت امتلاكها، هل حقا من المهم امتلاكها بالأساس ؟ إذا الإجابة لا .. فلنخرجها من دوائر اهتمامنا ولا ننشغل بها.

أما إذا الإجابة نعم، فهل أسير على خطوات محددة مدروسة ولها خطة زمنية للحصول عليها ؟ أم أنها مجرد أماني ؟ اكتب في دفترك الخاص متطلباتك المادية وخطتك الزمنية للحصول عليها.

دمت في أمان الله

خالد عبد الرحمن

16.3.2023

مع نفسي .. 16 - أخبار

 

الحديث السادس عشر : أخبار



عصرنا يمكنك تسميته عصر الأخبار العاجلة، سواء العالمية منها، أو حتى العائلية، غالباً أنا المستمع للخبر، ونادراً ما أكون صانعه.

يا نفسي حدثيني عن خبر جميل أو حتى أخبار تشتاقين لسماعها ؟ أو أكون طرفا في صناعتها ..

لن أثقل عليك يا نفس بالأخبار العالمية، ولننظر في أخباري الخاصة بي أو بدائرة معارفي، العائلة، العمل، الأصدقاء ..

حسناً .. هل يمكنني حقا صناعتها ؟ ما يمنعني ؟ ما البديل ؟

حديث يحتاج أن يتبعه عمل ..

دمت في أمان الله

خالد عبد الرحمن

16.3.2023

مع نفسي .. 15 - هل أعرفني ؟

 

الحديث الخامس عشر : هل أعرفني ؟



اليوم سنخوض تجربة (ربما) جديدة .. اليوم سأغتاب نفسي .. سأتهم نفسي بالصفات التي لا أحبها، وكأن شخصا لا يعرفني، ويتحامل علي، هو من يوجه التهمة تلو الأخرى، وسوف أقوم بمواجهة هذه الصفات والدفاع عن نفسي .. لا التبرير، هل فعلا أنا عندي كذا ؟ كم نسبته المئوية ؟ هل يمكن إنقاص هذه النسبة ؟ هل يمكن التخلص من تلك الصفة الذميمة بالكلية ؟

حسناً .. لا أقصد جلد الذات .. وإنما مراجعتها.

الآن .. سأقوم بتجربة عكسية، وكأن أحد أحبابي يصفني بشيء من المبالغة، بصفات حميدة ورائعة، وأيضا سأعرض نفسي على تلك الصفات، هل أنا فعلا كما يقول ؟ هل تصنعت يوما صفة ليست عندي بالأساس ؟

هل أقع فيمن وقعت عليهم الآية : ... وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا ... آل عمران – 188 ؟!

ويحك يا نفسي ويا ويلي إن كنت كذلك وأعوذ بالله من شر نفسي.

أما إن كانت صفة حميدة موجودة بالفعل، فالحمد لله رب العالمين، إذ منحني الله إياها لا لفضلي ولا بجهد مني، بالتالي لا أغتر بها على غيري، ولا أعير بها من افتقدها، وكم نسبتها المئوية ؟ هل يمكنني مضاعفتها ؟

وفي ظل إطراء صاحبي علي بالمحمود من الصفات، فهذه الصفة الحميدة ليست عندي أصلاً .. لماذا ؟ ما يمنعني عن اكتسابها ؟ ما البدائل ؟ فما لا يدرك جله لا يترك كله.

دمت في أمان الله.

خالد عبد الرحمن

16.3.2023

مع نفسي .. 14 - افتقاد الأحباب

 

الحديث الرابع عشر : افتقاد الأحباب



اليوم أتذكر فلانا .. وعائلة فلان، وغيرهم .. من توفاه الله، من سافر وانقطعت أخباره، من أبعدته الحياة وظروفها، هل من سبيل لعمل إيجابي تجاههم ؟ هل يكفي الدعاء ؟ هل له أبناء يمكنني مساعدتهم، أو مجرد التواصل معهم ؟

هل تعلم فضل ما تفعله ؟ إن كنت لا تعلم .. فتأمل هذا الحديث :

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " قَالَ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ-: المُتَحَابُّون فِي جَلاَلِي، لَهُم مَنَابِرُ مِن نُورٍ يَغْبِطُهُم النَبِيُّونَ والشُهَدَاء "  صحيح - رواه الترمذي وأحمد.

دمت في أمان الله ..

خالد عبد الرحمن

16.3.2023

مع نفسي .. 13 - أعمال صالحة

 

الحديث الثالث عشر : أعمال صالحة



العبادات والفروض كالصلاة والصوم واضحة، وتقصيرك أو التزامك فيها واضح، ولا حاجة لتذكيرك بها فأنت أولى بذلك، ما أدعوك إليه هو مراجعة عبادات وطاعات مخفية ربما منيت نفسك ببعضها، وربما لم تسمع عن بعضها، أدعوك ونفسي للبحث عنها .. 

التي تمنيت لو قمت بها، ما يمنعني عنها ؟ هل يوجد بديل ؟ فكر بها، مارسها، استشعر قيمتها وأثرها ..

ودمت في طاعة الله ..

خالد عبد الرحمن

16.3.2023

مع نفسي .. 12 - أقوال

 

الحديث الثاني عشر : أقوال



للكلمة على السلوك البشري تأثير لا محدود، ستجد آيات وأحاديث كثيرة تؤيد هذه الفكرة، واليوم نستحضر أهم المقولات التي شكلت شخصيتي، ونراجع ونقيم، هل هذه المقولة صحيحة في حقي ؟ هل فهمي وتفسيري لهذه المقولة صحيح بالأساس ؟

أحيانا تبني على مقولة معينة طريقة محددة للتعامل مع من يحيطون بنا، أو التصرف بشكل معين في حدث أو موقف، .. الخ.

فلنراجع أهم المقولات التي أتصرف بناء عليها، ولنقف قليلاً .. ربما .. يجوز .. أنني بحاجة لمراجعة فهمنا للمقولة، أو بحاجة لمراجعة تصرفنا المبني على المقولة ..

دمت في أمان الله

خالد عبد الرحمن

16.3.2023

مع نفسي .. 11 - عادات

 

الحديث الحادي عشر : عادات



في تعريف العادة : هي كلُّ ما اعتيد حتى صار يُفْعَل من غير جهد .. وقالوا بتعبير آخر : العادةُ هي أيُّ فعلٍ أو سلوكٍ يقومُ به الإنسانُ بانتظام، ودونَ جُهدٍ أو تفكيرٍ تقريبًا. وقالوا أيضاً شخصياتُنَا تُحددُهَا الأفعالُ التي نُمارِسُها بشكلٍ مُتكرر ..

راجع عاداتك وحافظ على الجيد منها .. وانظر في السيئة منها، واعلم ألا مستحيل في تعديل السلوك الذي أصبح عادة.

إن كنت تعلم في نفسك قوة الإرادة أو سبق وأن تخلصت من عادة أو اكتسبت عادة .. فابدأ الآن ..

أما إن كنت تعاني أو حاولت ولم تنجح في تغيير العادات .. فأنصحك بالبحث عن الموضوع في النت، وستجد ما يفيدك بالتأكيد، المهم الجدية، والنية الصادقة .. في معرفة وتحديد عادة ترغب في اكتسابها، أو التخلص منها ..

و .. دمت في أمان الله.

خالد عبد الرحمن

16.3.2023

مع نفسي .. 10 - شخصيات وجب خروجها

 

الحديث العاشر : شخصيات وجب خروجها



تحدثنا كثيرا عن شخصيات كان لها أثر طيب في حياتك، من معارفك أو من الأعلام والمشاهير، اليوم سنتحدث عن شخصيات ذات أثر سلبي عليك، ويطلق البعض عليها مصطلح "العلاقات السامة".

صديق سوء، شخص دائم الشكوى، شخص تغلب صفاته السيئة على حسناته، .. الخ.

أراك قد حددت أسماء بعينهم، هل منهم من تربطك به صلة رحم ؟ إذا كانت الإجابة : لا .. فلا تتردد في إنهاء أو تحديد تلك العلاقة.

أما إذا كانت الإجابة نعم، تربطني به صلة رحم، فهل يمكنك نصيحته ؟ تغييره ؟ هل يمكنك تجنبه قدر المستطاع ؟ كيف يمكنك تجنب أذاه ؟

أعلم أن الموضوع صعب، لكن صدقني .. لابد منه

دمت في أمان الله.

خالد عبد الرحمن

16.3.2023