هل ستأتي نهضتنا بغتة
؟
بقلم | خالد عبد الرحمن
نعلم نحن المؤمنون بأن الأيام دِول .. ونعلم كيف كان حالُ الأمةِ في الأندلس مثلاً، وكيف كانت أوروبا !
وفي أيامنا هذه ونحن نغادر عام الصدمات
المؤلمة (2020) تسمع في الجلسات الخاصة وعلى منصات التواصل كلام اليائسين وتسمع كلام
المبشرين بعلامات النهاية .. وستسمع كلام فاقدي البوصلة ممن قرروا التصهين تماشياً
مع إرادة أسيادهم.
القسم الأخير سأعرض عن الحديث عنهم،
فهؤلاء إمعات كل عصر وطبول أي خليفة ..
القسم الأول والثاني تعرضوا للهزيمة
النفسية، وكلامهم مجرد عَرَض من أعراض هذه الهزيمة، وهذه المقالة ربما تسرّي عنهم،
وتُجيب عن كيف ومتى تعود لأمتنا كرامتها .. حيث جميع المؤشرات العقلانية ضد هذه
العودة.
أبشركم بأن عذاب الظالمين يأتي بغتة أو جهرة بحسب نص الآية : {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ
يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ } الأنعام47
وزمان الجهرة قد ولى .. واقترب الآن
زمان البغتة ..
فما البغتة وما الجهرة ؟
في كتب تفاسير السابقين كلام عن أن البغتة
هو وصول العذاب ليلاً والجهرة في النهار، بينما قال آخرون أن البغتة أي بلا مقدمات
ولا سابق إنذار والجهرة هي ما يسبقها علامات ..
وعندي ملاحظات على هذا
الكلام :
أولاً : هذا الكلام مكتوب في عصور
ازدهار الإسلام بالفعل، وكنا سابقين وغيرنا غاية أحلامهم أن يكونوا لنا أندادا ..
ثانياً : لأن المفسرين رحمهم الله لم
يجل بخاطرهم أن نصل لهذه المرحلة من الهوان، فقد فسروا الآيات من منظور هلاك
السابقين لهم كعاد وثمود، أو مراحل ما قبل يوم القيامة مباشرة.
ثالثاً : وجود المقدمات من عدمها لا
يتعارض مع ما ذهبت إليه، وهذا اجتهادي ويحتمل الصواب والخطأ.
... وعليه، فإننا بحاجة لأن نتدبر هذه
الآيات من منظورنا نحن، ونستنبط ما إذا كان هناك أمل لليائسين، أو مزيد وقت
للقائلين أننا على أبواب الملاحم الكبرى !
{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ
وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ } التوبة14
هل هذه الآية لنا ؟!
رغم كل حسابات العقل البشري، أقول نعم
.. ربما لنا، وإلا فكيف سيقع عليهم عذاب الله بغتة بأيدي
المؤمنين ؟
هذا النوع من العذاب عندما يقع جهرة (وقد سبق وقوعه بالفعل في معاركنا السابقة) كانت جيوشهم على علم واستعداد للحرب، بل كانوا هم
البادئين أحياناً، ثم يقع عليهم عذاب الله بأيدي المؤمنين ..
هذه هي الجهرة في
اعتقادي ..
أما البغتة، فهو اليوم الذي يشاء الله
فيه لهذه الأمة المنكوبة أن يخرج منها من يذيقهم عذاب الله بأيدي مؤمنين ممن حكمنا
اليوم عليهم لضعفهم باستحالة تحقيق أي نصر (عقلاً) على أي عدو ..
وهذه هي البغتة في اعتقادي
..
فلا نحن ماضون إلى حتفنا، ولا نحن بانتظار دجال
ومهدي، .. سيأتي نصرنا بغتة والله أعلم.
ودمتم في أمان الله
خالد عبد الرحمن
ديسمبر 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق