الأحد، أغسطس 26، 2018

فلتحيا القبة .. كي لا تسقط المئذنة

بسم الله الرحمن الرحيم
فلتحيا القبة .. كي لا تسقط المئذنة

بقلم : خالد عبد الرحمن
عندما أتحدث مع (أحدهم) عن عظائم الأمور، لا يعجبه الكلام .. ويتهمني بتكدير الفكر العام ! وأنني في برج عاجي لا أفعل أكثر من التنظير والمزايدة.
وإذا حدثته عن أشياء تبدو صغيرة .. انتقدني باهتمامي بسفاسف الأمور، وأنني أصطنع لنفسي من الحبة الصغيرة، قبة كبيرة ..
فأقول له : إن حكم الكنيسة سقط في أوروبا لأن الشعوب هناك رأت من معارضة الكنيسة وتصلبها وتعنت رأيها في أمور وأشياء لا يمكن دحضها بسهولة .. وقضية بعد أخرى .. خسرت الكنيسة موقعها.
فهل تريد لدينك أن يخسر موقعه ؟ ديننا مختلف، يطرح أسئلة بقدر وربما أكثر مما يطرح أجوبة، يدعونا للقراءة والكتابة والبحث في الفلك وفي التاريخ، وأشياء عظيمة وجميلة أخرى كثيرة.
وتعلم أن معظم النار من مستصغر الشرر، وتعلم أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"إياكم ومحقرات الذنوب، كقوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه[1]"
فيرد صاحبنا : تعني أن المئذنة ستسقط إذا تخلصت من كيس قمامة ألقيه عبر نافذتي من الطابق السابع !
فأجيبه : هل تراه عملاً صغيراً بسيطاً ؟ حسناً .. ما دامه كذلك .. لمَ لا تجرب فعله في ألمانيا أو اليابان ؟
إنه فعل صغير .. مجرد كيس قمامة قُذف من الطابق السابع، لن يهدم ألمانيا أو بريطانيا مثلا .. هل تجرؤ على مجرد التفكير في العواقب ؟
فلتكبر القبة التي صنعت من حبة أكثر وأكثر، كي لا تسقط المئذنة.
خالد عبد الرحمن
26/8/2017 م.



[1] https://dorar.net/hadith/search?q=إياكم+ومحقرات+الذنوب&st=a&xclude=&d%5B%5D=1

ليست هناك تعليقات: