الاثنين، أكتوبر 01، 2018

المقامات القرآنية - مراتبنا مع القرآن

المقامات القرآنية
مراتبنا مع القرآن
بقلم : خالد عبد الرحمن

هذا مجرد اجتهاد .. غير ملزم لأي شخص ..

أولاً  : المقامات القرآنية
ثانياً : لماذا نجعل لأنفسنا مقامات ؟
ثالثاً : هل ينطبق هذا الترتيب على القرآن كاملاً ؟


أولاً  : المقامات القرآنية
1. التحرر
2. الاستكشاف
3. التأمل
4. التفكر
5. التدبر
6. التعقل

1. المتحرر :
تحرر من فكرة أن تدبر القرآن قاصرة فقط على علماء الشريعة وأهل اللغة، والغالب من الناس يكتفي بقراءة القرآن، وقليل منهم يقرأ مرادف الكلمات فقط، وقليل من القليل من يفتح كتب التفسير لسبب أو لآخر، وقليل من قليل من قليل من يقارن بين التفاسير .. لتروي غليلها.
المتحررون تبدأ حياتهم مع القرآن بتفضيل تفسير على آخر، وباختيار وتقديم رأي على رأي.
الواقع أن المراحل ربما يحصل تداخل فيما بينها، وهذا طبيعي كما سنوضح لاحقاً.
2. المستكشف :
طلب العلم في زماننا أصبح سهلاً يسيراً بفضل الله، موقع نت أو اسطوانة تحوي مجموعة تفاسير تتيح لك الاطلاع على أغلب ما كتبه المفسرون قديما وحديثا .. فقط انتبه لاعتماد تفاسير لا تخالف العقيدة الصحيحة والفطرة السوية، بعد جولة متعمقة في الاستكشاف ، والتعرف على العلماء وعلى أقوالهم وفهم الظروف التي قالوا فيها أقوالهم .. يمكنني أن أرتقي لمرحلة أو مرتبة جديدة، وهي التأمل.
3. المتأمل :
أن تضع أمامك آراء السابقين .. ثم انظر لما يجول بخاطرك، وقل واكتب تعليقك أو ما لفت انتباهك.
4. المتفكر :
أن تتمكن من إيجاد حل لمشكلة ما في حياتك من خلال القرآن الكريم، أو أن تنفي أو تثبت صحة أو خطأ نظرية ما أو فكرة معينة.
5. المتدبر :
أن تتمكن من رؤية نتيجة أو عواقب ما وصلت إليه في مرحلة التفكر، بمعنى .. أنك إن تمكنت من خلال التفكر أن تنفي فكرة أو نظرية ما، فماذا ستبني على ذلك؟
6. المتعقل :
تصل هذه المرحلة حينما يمكنك الاستفادة من تطبيق ما سبق على مواقف معينة في حياتك، وإسقاط تفكرك وتدبرك على تصرفاتك اليومية، أن تكون كما الرسول عليه الصلاة والسلام، خلقه القرآن، قرآن يمشي على الأرض.

ثانياً : لماذا نجعل لأنفسنا مقامات ؟
يجب أن نعرف أين نحن الآن .. حتى نتمكن من الانتقال والارتقاء من المكان الحالي إلى مرتبة أعلى ..

ثالثاً : هل ينطبق هذا الترتيب على القرآن كاملاً ؟
كلا بالتأكيد، فمن ذا الذي يمكنه من فعل ذلك مع القرآن كاملاً دفعة واحدة !
في هذه السورة مثلاً أنا في مرحلة الاستكشاف، ومع تلك الآية أنا في مرحلة التأمل مثلاً ..
كما نوهت في بداية المقال، هذا مجرد اجتهاد، أسأل الله التوفيق والسداد لنا جميعاً ..
دمتم في أمان الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم | خالد عبد الرحمن
1/10/2018 م.



الأربعاء، أغسطس 29، 2018

عن سر الإكثار من الذكر

عن سر الإكثار من الذكر
بقلم : خالد عبد الرحمن
وردني هذا السؤال :
في جميع الآيات التي فرض فيها الذكر أو الحث عليه اقترن بكلمة كثيرا... فلماذا؟! رغم إنه عند ذكر الصيام والصدقة وغيرها من العبادات لم يذكر كثيرا...
أولاً : شكراً على السؤال، فإن هذه الأسئلة هي جزء هام من سبب نزول القرآن :
) كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ( ص29
هذه الأسئلة تحفز عقولنا من آنٍ لآخر على قدح الأفكار .. وعلى إعادة قراءة آيات كنا نمر عليها بكل أسف بسرعة وبغير تدبر.
ثانياً : بحثت في أقوال السابقين والمعاصرين عن إجابة شافية (بالنسبة لي على الأقل)، فلم أجد !
فقررت الاجتهاد، وأسأل الله السداد ..
والحق أنني وصلت لأكثر من احتمال، لكنني لم أتمكن من ترجيح أي منها، لذا سأكتبها جميعها كما تصورتها ..
الاحتمال الأول :  (الوزن النسبي)
حينما نتحدث عن وحدة بناء المنازل الكبيرة والأبراج، نتحدث عن عدد الشقق والطوابق .. فتجد العدد (قليلاً)، لكن لو اعتمدنا الأحجار كوحدة بناء، سنتحدث عن عدد (كثير) ..
والذكر عبادة وطاعة، لكنها في الطاعات، كما الأحجار في المنازل، إذا استخدمتها، لابد وأن تذكر أرقاماً كبيرة، وهكذا أفهم أن الوزن النسبي للذكر، نظراً لسهولته، وعدم اشتراط الطهارة مثلاً وعدم اشتراط وقت أو مكان أو حتى وضعية جسدية معينة، يجعل وزنه النسبي مقارنة بالطاعات الأخرى، أقل منها بكثير، لذلك يجب الإكثار من هذه الطاعة التي تقريباً لا تتطلب سوى حضور العقل والقلب فيما نردده من أذكار.
الاحتمال الثاني : (كثير كسائر العبادات .. لكنه التنويه فقط)
العبادات الأخرى أيضاً كثيرة، فمن قال أننا نصوم قليلاً ؟ فلو قلنا أننا نصوم رمضان فقط، فنحن نتحدث عن ما نسبته 8% من العام في حال صمنا رمضان فقط، وإذا ما صمنا جميع النوافل الثابتة ترتفع لتصل 22% من العام، أما إذا دخل الصوم كعقوبة وكفارة في أحكام أخرى فإن النسبة ترتفع لأكثر من ذلك بكثير ..
وكذلك الصلاة .. فنحن نصلي على مدار اليوم والليلة بدون نوافل 5 مرات .. تقريباً في جميع أوقات اليوم ..
والحج، وإن كان مطلوباً لمرة واحدة في العمر، فذلك للمشقة والتعب، ولارتفاع شروطه .. والقاعدة التي كتبها الله على نفسه ألا يشقينا :
) طه{1} مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى{2} ( طه 1-2
لكن الذكر لسهولته، فقد وجب التنويه على وجوب الإكثار منه، ليصبح كسائر العبادات التي لكثرتها لا تحتاج تنويهاً ..
الاحتمال الثالث : (ألا نموت على الغفلة)
بالأضداد تُعرف الأشياء، فضد الذكر، النسيان والغفلة! اللهم اجعلنا من الذاكرين ..
) وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ .. ( الكهف 24
) وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ ( الأعراف 205
فلما كانت الطاعات الأخرى تفتح باب الوصل برب العالمين، ونحن لا ندري متى نموت، فحريٌ بنا ألا نموت بعيداً عن هذا الوصل، بعيداً عن تلك البوابات المؤدية للخالق العظيم ..
والقاعدة الربانية تقول :
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ( آل عمران102
وكأن ربنا لا يريد أن يقبضنا إلا ونحن في حالة فتح للبوابة المؤدية إليه، وبما أننا لا نعرف هذا الموعد، فإن الله يطلب مننا أن نكون دائماً في حالة تأهب ووقوف بتلك البوابة .. وهذا لا يحدث إلا إذا كنا في حالة شبه دائمة من الذكر.
الاحتمال الرابع : (الكثرة لا يقابلها إلا الكثرة)
الذكر عندنا ليس مجرد تعويذة بكلمات ورموز غير مفهومة، وإلا أصبح الذكر مجرد حروف ينطقها اللسان .. بل يجب أن نستحضر النعم حال قولنا الحمد لله .. فانظر إلى النعمة الواحدة، كالبصر مثلاً، وما ينبني عليها من فوائد عظيمة، فتجد قوله تعالى مناسباً تماماً لهذه الفكرة، بأن النعمة الواحدة لا يمكنك عدها وإحصاءها ..
) وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ( النحل18
فإذا كان ما يستوجب الحمد كثيراً جداً .. فالمنطقي أن يكون الشكر كثيراً جداً ..
وأن نستحضر عظمة الخالق في خلقه للسماوات وما فيها، وأحوال الكائنات من حولنا كالنحل والنمل، وأحوال أعضائنا وكيف تعمل في أجسادنا حال قولنا سبحان الله .. وهكذا ..
وكذلك الحال في الاستغفار، باستحضار ما ارتكبناه مما يوجب الاستغفار .. والمؤمن يراه كثيراً بلا شك.
ونظرا لكثرة ما يستوجب الحمد أو التسبيح أو الاستغفار، .. فلا بد أن يقابل ذلك كثرة في الحمد والتسبيح وسائر الأذكار ..
هذا والله أعلم.
خالد عبد الرحمن

29/8/2018

الأحد، أغسطس 26، 2018

فلتحيا القبة .. كي لا تسقط المئذنة

بسم الله الرحمن الرحيم
فلتحيا القبة .. كي لا تسقط المئذنة

بقلم : خالد عبد الرحمن
عندما أتحدث مع (أحدهم) عن عظائم الأمور، لا يعجبه الكلام .. ويتهمني بتكدير الفكر العام ! وأنني في برج عاجي لا أفعل أكثر من التنظير والمزايدة.
وإذا حدثته عن أشياء تبدو صغيرة .. انتقدني باهتمامي بسفاسف الأمور، وأنني أصطنع لنفسي من الحبة الصغيرة، قبة كبيرة ..
فأقول له : إن حكم الكنيسة سقط في أوروبا لأن الشعوب هناك رأت من معارضة الكنيسة وتصلبها وتعنت رأيها في أمور وأشياء لا يمكن دحضها بسهولة .. وقضية بعد أخرى .. خسرت الكنيسة موقعها.
فهل تريد لدينك أن يخسر موقعه ؟ ديننا مختلف، يطرح أسئلة بقدر وربما أكثر مما يطرح أجوبة، يدعونا للقراءة والكتابة والبحث في الفلك وفي التاريخ، وأشياء عظيمة وجميلة أخرى كثيرة.
وتعلم أن معظم النار من مستصغر الشرر، وتعلم أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"إياكم ومحقرات الذنوب، كقوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه[1]"
فيرد صاحبنا : تعني أن المئذنة ستسقط إذا تخلصت من كيس قمامة ألقيه عبر نافذتي من الطابق السابع !
فأجيبه : هل تراه عملاً صغيراً بسيطاً ؟ حسناً .. ما دامه كذلك .. لمَ لا تجرب فعله في ألمانيا أو اليابان ؟
إنه فعل صغير .. مجرد كيس قمامة قُذف من الطابق السابع، لن يهدم ألمانيا أو بريطانيا مثلا .. هل تجرؤ على مجرد التفكير في العواقب ؟
فلتكبر القبة التي صنعت من حبة أكثر وأكثر، كي لا تسقط المئذنة.
خالد عبد الرحمن
26/8/2017 م.



[1] https://dorar.net/hadith/search?q=إياكم+ومحقرات+الذنوب&st=a&xclude=&d%5B%5D=1

الاثنين، يوليو 16، 2018

كلامُ آدم .. عليه السلام

كلامُ آدم .. عليه السلام
بقلم : خالد عبد الرحمن
لفت نظري في قصة آدم عليه السلام :
كلمة : قال .. وأي اشتقاق لها .. لم تأت مع آدم عليه السلام بالمطلق !
المرة الوحيدة عندما علمه الله الأسماء كلها ..
وطلب منه :
" إنباء "
الملائكة .. وقد فعل .. 
" فأنبأهم "
استخدم فعل الإنباء وليس القول
حتى في حوار الشيطان معه في سورة طه 
الشيطان قال ..
آدم لم يرد عليه ! 
رغم أنه استجاب لدعوة إبليس بالأكل من شجرة الخلد !
 فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى{120} فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى{121}طه 120-121

فلماذا في القرآن كله لا تجد إشارة كلامية من آدم ..
رغم ارتباط مشتقات " قول " مع باقي الرسل والأنبياء ?
القرآن لم ينقل لنا مقولة واحدة من آدم عليه السلام !
فهل من دلالة أو تفسير ?
ما وصلتُ إليه .. الدلالة ..
وهي أهمية القول .. أهمية الحوار
والتي لم يهتم آدم عليه السلام لها كثيراً على ما يبدو ..
ظهرت في الخلاف بين ابنيه ..
قربا قربانا .. 
تُقبل من أحدهما ولم يُتقبل من الآخر ..
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } المائدة 27
فكان يفترض أن يتدخل الأب النبي ويشرح لهما وبالذات للذي لم يُتقبل منه .. كيف الطريق لمرضاة الله ..
أو أن يسأل الابن أباه ..
لماذا يا أبي .. يا نبي .. لم يتقبل الله مني ..
حينما اختفى الحوار بين الأب والابن ..
يشب الصراع .. وينتهي بكارثة !
ربما .. يرشدنا الله لأهمية القول بين الأب وابنه في الاتجاهين ..
لكن لم يكن ثمة حوار بينهما ..
افتحوا بينكم وبين أبنائكم حواراً .. ولا تغلقوه ..
وافتحوا حواراً مع آبائكم .. ولا تغلقوه ..
والله أعلم ..
اللهم علمنا ما ينفعنا .. وانفعنا بما علمتنا
خالد عبد الرحمن 
15/7/2018

الأحد، يونيو 24، 2018

اكسر انطباعاتك الأولية



اكسر انطباعاتك الأولية
بقلم : خالد عبد الرحمن

حين تسمع كلمتي الصومال وأفغانستان .. ما هي الصور التي سيستدعيها ذهنك ؟

عن نفسي لا أحتاج لتخمين .. ذهنك سيعرض عليك صور صحراء وجبال وضحايا ..

لكن هل هذه كل الحكاية ؟

نبدأ بأفغانستان .. هل ستصدق أن هذه الصور من أفغانستان في فترة الستينيات والسبعينيات ؟

فلنتابع :

صورة من داخل كلية الطب عام 1965 م



صورة لطاقم من الخطوط الجوية الأفغانية  




والآن .. إلى الصومال، لكنها صور حديثة بعد انتهاء الحرب الأهلية :



خريجات جامعيات من الصومال :





الآن .. وبعد أن تتحقق بنفسك مما ذكرته لك .. هل ستبقى على حالك ؟

في كل قضية .. ابحث بنفسك .. حلل بنفسك .. لا تنظر للأمور من زاوية واحدة .. 

واحذر أن تكون ممن شملتهم الآية الكريمة :

)قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ( الشعراء 74

هذا ما وجدناه ! إذا كان هذا حالنا مع معطيات حاضرة أو معطيات لم يمر عليها أكثر من أعمارنا .. 

فما بالك بالقضايا التي مر عليها مائة عام أو خمسمائة أو أكثر !

المطلوب : إعادة النظر فيما نعتقد أنه هو الحقيقة .. لعلنا مخطئين ..

دمتم في أمان الله

خالد عبد الرحمن

24/6/2018