نماذج رسبت في اختبار الثورة، نموذج لسياسي بارز ومحبوب وله شعبية، ونموذج لفضائية محبوبة جداً للمعارضين، ونموذج لرجل دين يرتزق بعلمه، أوهم طلاباً كثر بأنه عالم!
تعلمنا أن الأزمات هي التي تكشف الأقنعة الزائفة، وليس كل من ذرف دمعة على فلسطين، فهو من الأشراف، والأفذاذ، ومن الشجعان.
عندما تعارضت مصالح تركيا الاقتصادية مع ثورة ليبيا، رأينا تصريحات أردوغان المخزية، وأخيراً .. يعارض تسليح الثوار كي لا تصل الأسلحة للإرهابيين!
وإذا ما وضعنا مشاكله مع الأكراد في الصورة، ستتضح لنا مخاوف أردوغان الأخرى، ولماذا ينصح "صديقه" بشار الأسد.
لا ننسى أن أردوغان هو رئيس تركيا ويبحث عن مصالح تركيا الاقتصادية أولاً، ثم باقي مصالحها، وأن كنت أحترمه، فيجب أن يحترم فقط في سياق أنه يعمل لمصلحة شعبه وحسب، ولا يجب أن ننصبه خليفةً للمسلمين.
ولمن سيدافعون مستقبلاً عن صنم اسمه أردوغان، لو أن إيمان العبيدي هي بنت أردوغان، هل كان موقفه سيختلف، أم سيصر على عدم تسليح الثوار؟
أقول لأردوغان وأمثاله، سيسقط القذافي بمشيئة الله، ولن ينسى شعب ليبيا، والشعوب الحرة، التي صفقت لك واحترمتك يوماً ما، موقفك اللاإنساني تجاه ثوار ليبيا وسورية.
أما الجزيرة، فنذكر لها بالخير أنها لم تنقل لنا منذ أسابيع، خبراً واحداً عما يحدث في البحرين، أو جزيرة العرب، الواقعة تحت احتلال عائلة سعود!
كذلك نذكر لها أنها روجت لإشاعة أن ائتلاف ثورة الشباب بمصر قرر تأجيل التظاهر يوم الجمعة 1 إبريل 2011، بل أنها نقلت صلاة الجمعة من مدينة 6 أكتوبر!!
ولأن البوطي "خسارة فيه" تدوينة مستقلة، فقد استحق بجدارة أن يكون مجرد ذيل بمقال يتحدث عن سقوط الأقنعة، فقد صرح نيافته، بأن ثورة سورية يحركها "مجهولون" من وراء الفيس بوك بأسماء مستعارة! هذا الخرف في أي كوكب يعيش؟ ألا يخجل قداسة البوطي من تكرار كلام الطغاة بأن البلد مستهدف، والشعب مستهدف!
لماذا نستهدف؟
لأننا نملك المفاعلات النووية والقنابل الذرية، واقتصادنا سيمسح من يستهدفوننا، ونظام تعليمنا يستجلب طلابهم، ومنظومتنا الصحية تسببت بحضور آلاف الأعداء للعلاج ببلادنا، أما الحريات السياسية ببلادنا فقد تسببت في أن يلجأ الغرب عندنا بالملايين، بل أغلبهم يموت غرقاً قبل أن يصل شواطئ اللاذقية، وبني غازي، والاسكندرية !!
منطق نيافة البوطي وإخوانه أن الغرب لا يريدنا أن نصبح كذلك .. حسناً، هل بقيادة بشار الحكيمة، ووالده من قبله، 40 عاماً ونيف، سنصبح كذلك، لم ولن نصبح كذلك، لا في القريب العاجل، ولا في البعيد الآجل ..
ولنقل أن الثوار هم عملاء، أو مخطئون، إذا ما نجحت الثورة، هل ستصبح الأحوال أكثر سوءاً مما هي عليه الآن؟ ربما! حسناً، هل يبرر هذا:
الخضوع والخنوع والرضا بالذل؟ بالتعذيب في السجون؟ بتجويع الموظفين ودفعهم دفعاً للرشوة؟ بتكميم أفواه المعارضين؟ بمنع الشعب من حقه في مسائلة الفاسدين؟ ومحاكمة المتسببين في تخلفنا العلمي والصحي والعسكري .. الخ .. الخ؟
أين ابن تيمية؟ أين العز بن عبد السلام؟
نشكر الثوار العملاء الخونة، الذين كشفوا لنا وجوهاً طالما تخفت خلف أقنعة زائفة، انتظرت حدثاً ليسقطها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق