السبت، يوليو 19، 2008

منظمة التحرير الفلسطينية .. يحبها العملاء والأغبياء

في البداية أجد نفسي مندهشاً لكوني مضطراً لكتابة هذه التوضيحات، حيث أن من أصعب المسائل إثبات البديهيات، تخيل كم ستعاني لو قلت لك عليك أن تثبت لي أن هذا الكوب الزجاجي مصنوع من الزجاج!! ترى كم مغفل أو أحمق يجب أن أثبت له أن منظمة التحرير هي منظمة فاسدة وخائنة وعميلة؟ لن أنتقل للنقطة الثانية حتى أقول لهؤلاء الحمقى ما يشفي غليلي: كما تعلمون – هكذا أفترض – أن المنظمة قد استدعت أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني من شتى بقاع الأرض واجتمعوا في آواخر التسعينات في قاعة رشاد الشوا بمدينة غزة وبحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، للتصويت علناً بعد أن تم التصويت سراً من قبل على إلغاء كافة بنود العزة والشرف من ميثاق المنظمة والتي كانت تحمل معنى أن فلسطين التاريخية كل فلسطين من البحر إلى النهر هي أرض عربية خالصة ليس لليهود شبراً واحداً فيها، وأن المنظمة قامت لتدمر إسرائيل وتحرر كل الأرض. بطل هذا الاجتماع هو الرئيس الراحل ياسر عرفات، وجميع المنظمات المنطوية تحت مظلة منظمة التحرير، مثلما صاغت بنود العزة، قامت بشطبها من ميثاق المنظمة!! وما لا يخفى على أي غبي أن إلغاء هذه البنود علنا مع الاعتراف المسبق بحق إسرائيل في إقامة دولة على أراضي بلادنا في اتفاقية العار المسماة اتفاقية أوسلوا ليست عملاً قومياً ولا شجاعةً وبطولة!! لقد كان هذا العمل ببساطة خيانة وبيع لبلادنا واستحالة عودة لاجئي 1948 نهائياً، ولو عدنا فسوف نعود كمواطنين درجة 17 تحت سيادة الدولة والحكومة الإسرائيلية وتصبح جنسيتنا –لو منحونا إياها أصلاً- إسرائيلية، ومطلوب منا عند الحرب أن نحارب كإسرائيليين ضد أعداء إسرائيل!! هذه هي النقطة الأولى، هل ينكر أو يعترض على هذا الكلام ذكي أو غبي؟ لا أعتقد، لأنها كما أسلفت، أوضح الواضحات، فقد كان الاجتماع علنياً مصوراً متلفزاً موثقاً، وليس تحليلاً، ولا رجماً بالغيب. طبعا كون بعض مشايخ السلطان قد أجاز هذا الاغتصاب العلني والعهر السياسي لا يعطي أي غبي الحق في الكلام أو الاعتراض، فمصير هؤلاء الكلاب معروف. ولا أريد حماراً يقول لي أن لحوم العلماء مسمومة، لماذا؟ لأن هؤلاء الكلاب ببساطة ليسوا بعلماء، هؤلاء موظفين عند هذا الملك أو ذاك الرئيس، مثل أي مذيع في التلفاز الرسمي لأي حكومة.
وهذا استطراد لابد منه، لأنني سمعته من أحد من يقـفـون على المنابر وعمره يناهز الستين، وهو قسماً بالله لا يعدو أن يكون أحد اثنين: عميل، أو حمار، فليختر لنفسه ما يشاء. بالمناسبة لا أعتقد أن حماراً يفرط في زريبته لأن المفتي قال له فرط! نعم يخرج من زريبته تحت سياط صاحبه أو لأي سبب جبري أو قهري، أما أن يخرج لمجرد أن حمار الجيران أفتاه بالخروج فيخرج طواعية! هذه يأباها أغبى حمار.
وكذلك نعتي لموظفي السلطان بالكلاب هي إساءة للكلاب بالطبع، فلم أجد كلبا يبيح بيع بيت أخيه! غالبا ما تجد الكلاب في مجموعات وتهاجم من هاجمها.
حسناً .. الآن ننتقل للنقطة الثانية .. وهي أيضاً من أوضح الواضحات .. عندما عادت تلك الشرذمة المفلسة من جريمة بيع بلادنا وهم ولا شك منتفعون من هذه الصفقة، كل بطريقته، لا أستغرب كونهم سعداء بهذه الجريمة. ما أستغربه حقاً هو أن المجتمع تقبل هذه المأساة بمنتهى البساطة، وكأن شيئاً لم يكن!! وكنت أتوقع أن يلفظ الشعب هذه الحثالة، بل وينتفض ويثور، لكن هذا لم يحدث. توقعت أن يحدث على الصعيد الاجتماعي في المنازل وبين العائلة الواحدة صدع وتشقق، فهذا الابن العاق الذي ينتمي لحركة تحت لواء المنظمة عندما يعود سعيداً لمنزله بعد هذا الاجتماع المشئوم أن يطرده والده من المنزل مثلاً، أو يحلف يمين طلاق ألا يجتمع معه على طاولة طعام ما لم يستقيل من هذه الحركة أو تلك الجبهة. لكن هذه أيضاً لم تحدث!! صحيح أن هناك بعض الحركات الإسلامية والجماعات رفضت هذه المهزلة سياسياً، لكن هذا الرفض كان ماسخاً، لم أجد له أثراً على أرض الواقع، وبين طبقات الناس. أعضاء المنظمة عذرهم في طمعهم وخيانتهم التي فطروا أنفسهم عليها، لكن ما هو عذر المجتمع الفلسطيني؟ ما هو عذر الشعب؟ صدقوني رغم أنني حالياً وأنا أكتب هذه الكلمات أكتبها من مدينة غزة –اللهم أخرجني منها سالماً- أسأل نفسي دائماً: هل هذه هي حقاً أرض الرباط؟ هل هذه هي الأرض التي كدت أقتل نفسي –وأنا خارجها- جزعاً عليها وعلى أهلها؟ هل هؤلاء القوم يستحقون حقاً هذه الدموع العربية والإسلامية والدماء التي تسيل لأجلهم في المظاهرات والمسيرات؟ قطعا .. لا إنه شعب أجاد الانقسام بين فتح وحماس، لكنه لم يستطع الانقسام ضد الخيانة العلنية الواضحة وضوح الشمس. هل تصدقون أن منهم ولغاية يومنا هذا يهتفون لعرفات ولفتح وللمنظمة!! هل تصدقون أنه يوم أن أعلنت فرنسا رسمياً عن وفاة عرفات قامت حركة حماس بتشغيل مكبرات الصوت من المساجد التي تسيطر عليها ولمدة ثلاثة أيام على تسجيلات القرآن الكريم!! أقسم بالله العظيم إنني كنت شاهد عيان على ذلك ويومها كنت أسكن في معسكر الشاطئ غرب مدينة غزة والمسجد الكبير هناك مسجد الشمالي الذي تغير اسمه فيما بعد إلى مسجد الشيخ أحمد ياسين يشهد على ذلك!! إلى هنا ينتهي الكلام عن المنظمة .. وسوف يبدأ الكلام عن حماس. وهو موضوع المقال القادم بإذن الله كما وعدتكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. غـ 18ـ7ـ2008 ــــزة

ليست هناك تعليقات: