وعلم آدم الاسماء كلها
بقلم : خالد عبد الرحمن
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي
الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ
الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ
مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا
ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ
هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا
إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ
أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ
أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا
تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)
ما هي الأسماء التي تعلمها آدم عليه السلام ؟
إذ كان اعتراض الملائكة أن الخليفة المنتظر يقتل ويفسد .. فما
علاقة هذا بالأسماء التي تعلمها إن كانت حسب التفاسير أسماء ذريته أو أسماء
الأشياء كالشجر وأسماء الحيوانات أو أيا كانت مما ورد في التفاسير !
وهل كانت الملائكة لا تعرف أسماء الأشياء كالشجر والثمر مثلا ..
بينما يعرفون معنى الفساد وسفك الدماء !؟
لابد أن تكون الأسماء التي تعلمها لها علاقة عكسية باعتراض
الملائكة ..
صعب أن أتخيل أن الملائكة شاهدت آدم يقول هذه شجرة وهذا حصان
مثلا .. الخ.
فتقول : نعم .. كانت حساباتنا خاطئة ..
إنه يعرف الشجرة والحصان .. أو القصعة و القصيعة .. كما يقول
المفسرون.
وعليه، فإنه يستحق الخلافة .. برغم أنه يقتل ويسفك الدماء !!
الأسماء التي تعلمها آدم عليه السلام ..
باعتقادي أنه من المنطقي أن يكون لهذه الأسماء علاقة بالرد على
اعتراض الملائكة بأنه يقتل ويفسد .. أو على الأقل هكذا قومه ..
... فما هي الأسماء ؟ أو
الأدوات .. أو أيا كانت .. التي لا تعرفها الملائكة .. ويتعلمها آدم ليقضي بها على
الفساد والقتل ؟
أقول والله اعلم
أنه ربما في الدماغ البشري خلايا أو جينات أو غدد تفرز هرمونات
.. أو أيا كانت ..
مهمتها أن تجعل الإنسان العادي يستنكر فكرة القتل والفساد.
وينفر من منظر إراقة و سفك الدماء ..
وأتحدث هنا عن الإنسان العادي الطبيعي ..
بالتالي هذه (الاشياء) لها أسماء ووظائف .. لا تعلمها الملائكة ..
علمها آدم ..
كانت موجودة في دماغه .. لكن الله لم يكن قد أذن لها بالعمل ..
أو أوجدها الله قبيل تكليفه ..
فهذه هي التسوية .. التي يرد فيها على استفسار الملائكة ..
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن
رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر : 29]
السؤال ..
هل يوجد فعلا في أجسامنا هذه الأشياء ؟
هل ننفر في الوضع الطبيعي من منظر سفك الدماء بسبب خلايا معينة
أو غدد معينة ؟
هذا سؤال جديد ..
والله أعلم.
خالد عبد الرحمن
ابريل 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق