الأحد، أغسطس 30، 2015

معبر رفح - هواجس إعلامية



بسم الله الرحمن الرحيم
معبر رفح – هواجس إعلامية
بقلم : خالد عبد الرحمن
أتذكر تغطية الإعلام شبه الرسمي لحادث استشهاد محمد الدرة، وكذلك لاغتيال الشيخ المقعد أحمد ياسين .. وأمثلة كثيرة أخرى.
نفس الإعلام منذ أن اشتعلت ثورة 25 يناير وحتى الآن قد اتخذ موقفاً مغايراً تماماً، وعند وقوع أي حادث إرهابي يكون المتهم الأول هو معبر رفح، ثم تتعالى الصيحات بضرورة إغلاق المعبر !
أناس كُثر لا يعلمون أي شيء عن المعبر، لا يعلمون أنهم باتهامهم للعابرين من رفح يُسيئون مباشرةً لرجال الأمن بالمعبر، ولرجال الجيش والشرطة خارج المعبر، ولرجال الجيش المنتشرين على طول الطريق في نقاط تفتيش، تستخدم فيها أجهزة الكشف عن السلاح والمخدرات، بخلاف الكلاب البوليسية المدربة.
وللتوضيح سأستخدم صوراً يمكن لأي شخص الوصول لها، لتتضح حقيقة أمر معبر رفح .. المتهم دائماً.
في الصورة الأولى .. مطلوب منك أخي المواطن أن تحدد أين يقع قطاع غزة ؟ وأن تتأكد بنفسك من عدد جميع سكان قطاع غزة، لأنني إذا أخبرتك أن تعداد سكانه لا يتجاوز اثنين مليون نسمة لن تصدقني !
نعم .. سكان قطاع غزة يتوزعون في خمس مدن رئيسية .. مجموع سكان المدن التي تشكل قطاع غزة لا تتجاوز المليونين !
أي أقل من سكان حي واحد من أحياء القاهرة .. تأكد بنفسك من هذه الحقيقة، أما عن المساحة فالصور تعطيك انطباعاً بمقارنته بسيناء أو بالدلتا مثلاً، وعملياً فإنه أصغر بكثير من مساحة محافظة دمياط !

حسناً .. إن كنت عثرت عليه فاسمح لي أن أهنئك، وإن لم تعثر عليه فهو المظلل باللون الأحمر في الصورة التالية :

نعم هذا هو فقط ما يصوره الإعلام شبه الرسمي أنه الخطر الرهيب والفزع العظيم الذي سيلتهم سيناء وبعدد سكانه الأقل من سكان محافظة الفيوم !!
هل سبق لك أن رأيت المعبر بنفسك ؟ ولا حتى في الصور ؟ على الأرجح لا ..
معبر رفح مثل أي معبر حدودي بين بلدين، مثل معبر السلوم بين مصر وليبيا، أو معبر قسطل بين مصر والسودان، أو معبر طابا بين مصر ودولة الكيان الصهيوني.
مبنى حكومي، فيه موظفين، فيه ضباط ورجال أمن، فيه جمارك وتفتيش، وفرع لأحد البنوك، وكافيتريا .. الخ.
بالإضافة للأجهزة بالطبع، أجهزة تصوير وتفتيش، أجهزة كشف عن الممنوعات والأسلحة، أجهزة كمبيوتر، .. الخ.
هذه صورة المعبر من الطرف المصري، وواضح فيها تواجد آليات الجيش وحرس الحدود :

كانت هذه صورة للمعبر من الخارج
الآن من داخل المعبر

هذه الجوازات يتم فحصها بغرف الأمن الموجودة داخل الصالة، مخابرات وأمن دولة (جيش وشرطة)
في حال وجود أي مشكلة تتعلق بصاب جواز السفر يتم إعادته لقطاع غزة أو ترحيله مباشرة من المعبر إلى المطار.

الترحيل :
يتم ترحيل المسافرين الغير مرغوب في إقامتهم في مصر من خلال تجميعهم في أوتوبيس (باص) ومعهم رجل أمن أو أكثر وبحراسة معينة، بحيث يستحيل توقفهم أثناء الطريق أو مبيتهم في فندق أو غيره، من المعبر إلى مطار القاهرة الدولي مباشرة وتحت الحراسة، هؤلاء المرحلين يشترط لترحيلهم حصولهم على تأشيرات دخول للبلاد المسافرين إليها مسبقاً، يعني معاهم فيز أو إقامات أو تأشيرات دخول أو يحملون جنسيات أخرى، لهذا يتم ترحيلهم للمطار، ومنه إلى الدول التي ستستقبلهم.

هذه باختصار حكاية المعبر ...
بلغة الأرقام :
في الوضع الطبيعي العادي .. يخرج ويدخل عبر معبر رفح حوالي 2000 شخص في اليوم، في حال كان المعبر مفتوحاً بالطبع.
يدفع المسافر للخزينة المصرية مبلغ مائة جنيه رسوم حكومية .. بمعنى أن الخزينة المصرية تقوم بتحصيل 200 ألف جنيه يومياً .. إغلاق المعبر يضيع على خزانة مصر هذا المبلغ .. شهرياً 6 مليون جنيه .. سنوياً 72 مليون جنيه ! هذا ما يتم تحصيله بشكل مباشر ..
بشكل غير مباشر أكثر بكثير .. لأن المسافر يحتاج للتنقل، يحتاج مطعم وفندق للمبيت .. وكل هذا يساهم بتحريك عجلة الاقتصاد بالطبع.
حجة باطلة :
سأفترض أن الإرهابيين أذكياء جداً ولديهم طاقية الإخفاء، بحيث يسافرون من خلال المعبر دون أن يلاحظهم أحد، هل إغلاق المعبر هو الذي سيمنعهم ؟؟
مصر لديها معابر مع ليبيا ومع السودان ومع الكيان الصهيوني، هل صدور مخالفة أو خطأ أو حتى جريمة من أحد أبناء هذه الدول مبرراً لأن نغلق المعبر معهم، ونمنع جميع أبناء هذه الدولة من دخول مصر ؟؟
مصر لديها مطار يدخل مصر من خلاله مئات الآلاف إن لم يكن ملايين من جنسيات مختلفة، فهل من المنطق إذا ارتكب كويتي أو فرنسي مخالفة أو جريمة في مصر أن نمنع دخول جميع الفرنسيين لمصر ؟؟
عندما قُتلت مروة الشربيني "رحمها الله" المواطنة المصرية في ألمانيا .. هل طالب الإعلام بمنع دخول جميع الألمان لمصر ؟؟
حيطة واطية :
سأفترض جدلاً تورط شخص أو مجموعة من غزة بمخالفات في مصر أو حتى جرائم .. هل يبرر هذا منع جميع سكان قطاع غزة من الحركة عبر المعبر الوحيد مع دولة عربية ؟ مشكلة سكان قطاع غزة ليس لديهم حكومة تحميهم وتطالب بحقوقهم .. الوضع الحالي حكومة حماس وهي حكومة مُقالة لكنها لازالت تعمل على أرض الواقع، وحكومة توافق لم يتوافق عليها أحد ! وحكومة حقيقية بيد الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية !
المحصلة النهائية أنه لا توجد حكومة فلسطينية تهتم بشأن سكان القطاع بشكل حقيقي.
طلب ورجاء ..
انشر هذا المقال في مقام الرد على من يتهمون المعبر مباشرة بعد كل عمل تخريبي .. ليس فقط لتبرئة المسافرين عبر هذا المعبر، وإنما للبحث عن الجاني الحقيقي، ولإسكات الإعلام الذي يتهم قبل أن يتحقق، ولإتاحة الفرصة للنيابة ولرجال الأمن للعمل بهدوء دون الضغط عليهم أو التدخل في عملهم.
وأيضاً لحفظ حقوق رجال الأمن المشرفين على حركة المسافرين من خلال معبر رفح .. المتهم دائماً !
والسلام عليكم ورحمة الله
خالد عبد الرحمن
30/8/2015

الثلاثاء، أغسطس 04، 2015

الكهرباء في جزر القمر وفي غزة



بسم الله الرحمن الرحيم
الكهرباء في جزر القمر وفي غزة


بقلم : خالد عبد الرحمن
جزر القمر دولة عربية مثلنا، تتكون من ثلاث جزر ورابعة ما زالت تحت الاحتلال الفرنسي، من أكبر مشاكل المواطنين فيها :
1.      تأخر الرواتب.
2.      انقطاع الكهرباء لفترات طويلة.
3.      انتشار البطالة وبالتالي الفقر.
عدد سكان هذه الدولة في حدود 800 ألف مواطن .. حسناً .. لهذا التشابه الكبير بين غزة وبين جزر القمر فقد قررت اختيارها لنجري مقارنة بسيطة.
يقول المسؤول عن الكهرباء في جزر القمر أن احتياج الجزيرة الأم والتي فيها العاصمة (موروني) أنها بحاجة لـ 20 ميجاوات، ينتجون فعلياً فقط 9 ميجاوات[1].
·       سكان الجزيرة الأم (نجازيجا أو جزر القمر الكبرى) حوالي 300 ألف مواطن تقريبا
·       عندهم مطار وميناء في هذه الجزيرة
·       ليس عندهم وكالة غوث ترفع عن كاهل الحكومة أي أعباء لا في التعليم ولا في الصحة ولا في أي شيء.
·       يزور جزر القمر حوالي 100 ألف سائح سنوياً.
الآن سنستخدم بعض القواعد الحسابية البسيطة :
في غزة ليس لدينا ميناء ولا مطار ولا يزورنا 100 ألف سائح في السنة، وعندنا وكالة غوث ومؤسسات أخرى ترفع قليلا من الأعباء عن الحكومة في التعليم والصحة تحديداً.
وعدد سكان القطاع هو عدد سكان تلك الجزيرة مضروباً في 6، كما ندعي بأن تعدادنا هو مليون وثمانمائة ألف نسمة.
وعليه سأقول متجاوزاً عدم وجود أعباء المطار والميناء والسياحة ووجود وكالة الغوث أننا نحتاج الكهرباء بنفس النسبة .. أي مضروبة في 6 أيضاً، وكما ترون فهي مبالغة .. لكن دعوني أبالغ.
وعليه نظرياً نحتاج 120 ميجاوات.
دعوني أبالغ جدا جدا لاعتبارات لا أعلمها ربما يجدها أي باحث يعمل بعدي على نفس المعطيات، وأقول أننا سنحتاج لمضاعفة ما يحتاجونه فأضرب الرقم في 2، ليصبح ما نحتاجه (وأكرر ليس عندنا ميناء ومطار ولا 100 ألف سائح ولدينا وكالة غوث) سنحتاج 240 ميجاوات.
يُفترض منطقيا أن 240 ميجاوات تجعلنا نأكل ونشرب ونستحم ونغرق في الكهرباء .. (فولتات وأمبيرات وأومات وما تشتهيه الأنفس المتكهربة).
لكن الواقع مختلف، تصريحات المسؤول عن الكهرباء في قطاع غزة يقول فيها أن احتياجات القطاع حوالي 450 ميجا !!![2] أكثر مما بالغت فيه بحوالي 180% !!
لماذا 450 ميجا !؟ أين تذهب ؟! كيف تنفق ؟! أين تختفي ؟!
عدد سكان القطاع الفعلي لا يعلمه إلا الله، لأن مركز الإحصاء مُعطل في غزة، ولأن هناك هجرة وتسرب دائم لا يحدثنا مسؤول واحد عن حقيقة هذه الأرقام، ونسمع فقط عن المراكب الغارقة، أما التي مرت بسلام فلا نعلم عنها رقماً واحداً، بخلاف من هاجر رسميا من المعابر المعتادة.
ولأن هناك أيضاً أحياء تم تدميرها بالكامل، وأبراج سكنية كذلك، فيفترض أن نصيب هذه الوحدات السكنية المنكوبة من الكهرباء انخفض إلى الصفر، أضف إلى المساكن عدد لا بأس به من المصانع أيضا لحقه التدمير الكلي.
فلماذا 450 ميجا ؟؟؟؟؟؟
في يناير 2014 (قبل الحرب) كان احتياج القطاع 380 ميجاوات عدا أوقات الذروة صيفا وشتاءً (وهي أيام معدودة منخفض جوي أو مرتفع) 440 ميجاوات.[3]
أبعد تدمير مساكن ومصانع وهجرة مواطنين يزداد الاستهلاك ؟! والذي هو بالأساس مبالغ جداً فيه كما المقارنة مع جزر القمر ذات المطار والميناء والمائة ألف سائح !
خلاصة المقال :
1.      احتياجاتنا مبالغ فيها جداً بالمقارنة مع دولة لها تقريباً نفس ظروفنا أو أسوأ بقليل (كهربائيا)
2.      احتياجاتنا (المبالغ فيها أصلاً) ازدادت بعد الحرب بـ 70 ميجا وات ! هذه الزيادة فقط كفيلة بحل مشكلة الكهرباء في دولة جزر القمر كاملة وليس في الجزيرة الكبرى فقط !
دمتم في عزة وكرامة
خالد عبد الرحمن
غزة 4/8/2015



[1] مقابلة متلفزة - صلاح الدين محمد / مدير الطاقة في جزر القمر - دقيقة 22 
رابط الفيديو كامل  https://www.youtube.com/watch?v=8DQdjTBTR3Y
[2] http://alray.ps/ar/index.php?act=post&id=130672
[3] http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2014/01/06/481213.html