السبت، فبراير 01، 2014

قل سيروا في الأرض فانظروا

قل سيروا في الأرض فانظروا

بقلم | خالد عبد الرحمن
يقول ربنا  عز وجل :
{قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }الأنعام11
{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ }النمل69
{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }العنكبوت20
{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ }الروم42
السير في الأرض للنظر في أحوال السابقين، أو حتى كيفية بداية الخلق، وردت في القرآن الكريم فقط أربع مرات، ومن اللطائف أن الاتجاهات التي خلقها الله لنا هي أيضاً أربعة اتجاهات، شمال وجنوب وشرق وغرب !
والسير في الأرض من جملة الأوامر التي تركها أغلبنا .. فإن كانت الظروف قد تعوق أجسامنا عن السير في الأرض، فماذا يعيق عقولنا وخيالنا ؟
كيف نسير في الأرض بعقولنا ؟
نقول دائماً أن العالم قد أصبح قرية صغيرة، ما هو المكان في العالم الذي لا يمكنك جمع المعلومات عنه وأنت أمام شاشة الكمبيوتر أو التلفاز ؟
وما هي الحضارة التي لا يمكنك أن تسأل عنها، كيف ومتى نشأت، ومتى ولماذا انتهت ؟
الأمر لا يحتاج أكثر من استحضار نيّة السير في الأرض طاعة لرب العالمين، ولننهل من تجارب السابقين، فنفيد حاضرنا ومستقبلنا، على مستوى المستقبل الدنيوي وكذلك في الآخرة.
آفاق السير في الأرض :
في ظني أنها غير محدودة، فيقول قائل : تأليف الكتب والبرامج، كما فعل البعض مع تاريخ الأندلس مثلاً، ويقول آخر : نشر علوم بعينها كالجيولوجيا والفيزياء والكيمياء والتاريخ وتعلم اللغات (الميتة) أو القديمة .. وهكذا ..
ابدأ بنفسك :
أسأل الله ألا تكون هذه المقالة هي مجموعة كلمات تمر عليها كإجراء روتيني تعودت عليه، فلابد أن هناك حضارة ما أو بلد ما يلفت نظرك ويشد انتباهك لسبب ما، لا تفوت الفرصة وابحث .. وتأمل وتدبر في حكايتهم وأحوالهم ..
انتباهة ..

عندما يوفقك الله للسفر لمكان قد شاهدته صوراً، والآن تراه بعينك، وأبهرك عظم البناء، والارتفاعات الشاهقة، سألت نفسك كيف فعلوا هذا دون معدات حديثة وصمد البناء لمئات وآلاف الأعوام !
إنها الآية التي تركها الله لك لتعتبر، فأن يوفقهم الله لما شيدوا، فهذا بحد ذاته معجزة ! ولكن كما قال الشيخ الشعراوي رحمه الله : هذا ما صنع الإنسان للإنسان .. أما في الجنة فهناك ما صنعه الله للإنسان !
ففي الجنة الإبهار الحقيقي .. سنسير في الأرض، لنصل إلى الله.
خالد عبد الرحمن
2/1/2014 م.

ليست هناك تعليقات: