الاثنين، ديسمبر 23، 2013

عندما يحكم العسكر .. وعندما لا يحكمون


عندما يحكم العسكر .. وعندما لا يحكمون
بقلم | خالد عبد الرحمن
عبر التاريخ وجدنا قادة بلاد وشعوب يخوضون الحروب والمعارك بمنتهى الشجاعة والحكمة، ويدخلون الاختبارات، الواحد تلو الآخر، ينجحون في جميع هذه الاختبارات.
لكن عندما يخوضون معركة إدارة الدولة وسياسة الشعب، فهم بكل أسف لا ينجحون في ذلك.
وسأستعرض هنا بعض الأمثلة ..

قطز (رحمه الله) : في شهور قليلة كان قد تمكن من توحيد صفوف الجيش المصري، وجميع التشكيلات العسكرية التابعة للماليك، وخاض حرباً استعد لها بالمال والغلال والسلاح، وانتصر نصراً عظيماً .. لكنه لم يكد يفرح بهذا الانتصار، فقد قتل حتى قبل الاحتفال بإنجازه العظيم.

صلاح الدين الأيوبي (رحمه الله) : نعرف أنه قام بعملية بناء شاملة، وأهم ما أعاد بناؤه هي منظومة التعليم والتعاليم الدينية، فصحح ما خرب عند الناس في أمور العقيدة، ووحد صف الأمة، و .. و .. الخ.
استعاد صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس، وأعاد المسجد الأقصى للمسلمين، ممتاز، يُفترض الآن أن الأمة مبنية بناءً قوياً صحيحاً متيناً، وأنه لن ينسى أن يبني أبناءه من باب أولى ..
لكن ما حدث، أنه بمجرد وفاته رحمه الله، عاد الناس إلى ما كانوا عليه من الفرقة والتشرذم، ضاع الأقصى في عهد أولاده!

الآن سنرى نموذجاً مختلفاً .. حينما لا يحكم العسكر ..

خالد بن الوليد (رضي الله عنه) : يحقق انتصارات عظيمة، تبهر الأعداء قبل الأصدقاء، لكنه كان قائداً عسكرياً فحسب.
عزله عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، فلم ينشق ولم يتذمر، كان عمر قائداً سياسياً فحسب، وكان خالد قائداً عسكرياً فحسب؛ فانتظمت الدولة في حياتهما، وبعد وفاتهما لعقود.

محمد علي (باني مصر الحديثة) : محمد علي باشا لم يكن ذاك الرجل العسكري، كان ديكتاتوراً؟ نعم، لكنه أسس لدولة حديثة، وكل البينة التحتية سواء الزراعية أو الصناعية وحتى التعليمية هي نتاج عمل هذا الرجل وأبناءه من بعده الذين لم يكن بينهم عسكرياً واحداً .. فاستمرت النهضة التي بدأها إلى ما بعد وفاته لعقود وعقود.

خالد عبد الرحمن
23 ديسمبر 2013

الخميس، ديسمبر 05، 2013

أحلامي وباب الغرفة ..

أحلامي وباب الغرفة ..
بقلم | خالد عبد الرحمن
حينما كنت في الثانوية العامة كان هدفي هو إحراز 80% من العلامات، والذي حدث أنني بذلت جهدي فأحرزت 72%.
سألت نفسي مطولا .. لو كنت قد حددت لنفسي مستهدفا أعلى 90% مثلا هل كنت لأحقق نفس النتيجة أم أكثر أم أقل ؟ ماذا تعتقدون ؟ ولماذا ؟ وهل هناك قانوناً يحكم هذه المسألة ؟
بعد أكثر من عشرين عاما وجدت الإجابة .. وجدت أن أحلامنا وأهدافنا مثل سقف الغرفة .. أما قدراتنا فهي مثل باب الغرفة، نعتقد بأن قدراتنا كبيرة ولا محدودة، وهي كذلك .. لكننا نحددها بأنفسنا عندما نضع سقفاً لها.

حينما استهدفت الـ 80% وضعت سقفا لقدراتي وجهدي، وكأنني قررت في اللاوعي  ألا أبذل جهدا أكثر من ذلك السقف، فكانت قدراتي تشبه باب الغرفة والذي لا يمكن أن يتعدى ارتفاعه ارتفاع السقف، لهذا فإن من يرغب في مضاعفة قدراته وجهده عليه أولاً أن يجعل سقفه أكثر ارتفاعاً .. وتلقائياً سترتفع قدراته وسيتضاعف جهده وإنتاجيته، هذا هو القانون الذي يحكم تلك المسألة.
لنجعل رفع سقف أحلامنا وأهدافنا هو شعارنا.
خالد عبد الرحمن

5/12/2013