الثلاثاء، يونيو 26، 2012

حركة حماس .. وحكومة الجمعية الخيرية


مباشرة كالعادة ودون مقدمات ، الجانب المصري من معبر رفح يستقبل يومياً المسافرين من غزة إلى مصر في حدود 900 مسافر ، لأسباب معينة ، وأحياناً دون أسباب ، يغلق الجانب المصري المعبر ، ما يترتب عليه تكدس أعداد الراغبين في السفر .
لن أناقش الآن القصة الحزينة من الطرف المصري ، فأغلبنا يعرف الأسباب .
هل سبق لك أن مكثت في صالة أبي يوسف النجار من الخامسة فجرا وحتى الثانية ظهرا في شهر 6 أو في رمضان (كما حدث معي شخصياً) ثم يقولون لك تعال أنت وأطفالك الصغار ووالدتك العجوز غدا مرة أخرى ؟؟ 
إذا كانت الإجابة لا ، أستحلفك بالله العلي العظيم ألا تجادلني و لا تبرر أو تدافع ، وإلا دعوت عليك بأن يذيقك الله إياها .
هل تعلم أنها صالة رياضية ذات سقف معدني يسمونه في غزة (زينكو) ، وبالرغم من أن غالب مساجد غزة مكيفة ، والمصلي لا يمكث أكثر من ساعة طوال اليوم بالمسجد ، هل تعلم أن تلك الصالة لا يوجد بها مروحة (هواية) واحدة ؟
هل تعلم أنه لا يوجد بها ثلاجة مياه واحدة ؟
هل تعلم بأنه بالإمكان وضع شاشات كبيرة تعرض أفلام وبرامج أطفال تخفف عنهم هذا السجن الافتراضي ؟
هل تعلم أن آلية استلام التذاكر من المسافرين هي قدرتك على التدافع والتزاحم للوصول ليد الضابط ؟ رغم أنك تعلم جيدا أن هناك ماكينة في شركتي جوال والاتصالات تنظم عملية من وصل أولا ؟
الحقيقة المرة أن بعض الجمعيات الخيرية التي لا ترغب في تطوير المحتاجين لدرجة الاستغناء عن خدمات الجمعية ذاتها ، هي بالطبع جمعية فاشلة ، وتربط مستقبلها بوجود المحتاجين ، فهي تبقي عليهم في حالة اللا جوع و اللا شبع ، لتضمن تدفق التبرعات لها ، وهي نية فاسدة بالطبع .. 
ولكنك إذا تمعنت في أدبيات هذه الجمعيات ستندهش أن هدفها الأساسي كان تعرية الحكومة المخالفة لهم بالطبع ، ليظهر للشعب عدد المحتاجين والفقراء كبيرا ، وأنه لولا هذه الجمعية لمات الناس جوعاً ..
ثم حدث أن توفى الله مفكري وقادة وواضعي هذه المنهجية وتلك الأدبيات .. ولن نخوض في صحة أو خطأ تفكيرهم ..
وبقي على قيد الحياة تلامذة صغار ، ظلوا صغارا بتفكيرهم ، ورغم أنهم أصبحوا حكومة لها صلاحيات مطلقة في بعض الأمور (التي لا علاقة لها بشماعة الاحتلال والحصار ..الخ الخ)
إلا أنهم باقون على نفس المنهج ! الحفاظ على معاناة الناس لكسب تبرعات وتعرية الحكومة !! 
يا سيادة المسئول ، لقد أصبحت أنت الحكومة ! أنت الآن وزير !! 
فيجيبك : نحن تعلمناها هكذا !!
رافقتكم السلامة

ليست هناك تعليقات: