شرعت في كتابة هذه الرسائل في شتاء 2019 ميلادية 1441 هجرية،
إلى حفيدي الذي لم ألقاه بعد؛ وكلي ثقة
بأنها ستصلك بطريقة ما، وهي بمثابة توثيق لواقعنا، أكتبها لك يا بني وكلي أمل في
أن يخلو عصركم من شرورنا وخطايانا.
(4) الإعلام ..
واعلم يا بني أن الجنس البشري كان مولعا بالإعلام منذ فجر
التاريخ كما يقولون ..
فكان أجدادنا ينحتون على جدران الكهوف ..
وجلود الحيوانات ..
وبعد أن تجاوزنا مراحل التدوين على الورق .. وعبرنا إلى عالم
الحاسوب والانترنت والفضائيات ..
تجد بعضنا يحن إلى فجر التاريخ مرة أخرى ..
ليحفر عاشق اسم محبوبته على شجرة ..
أو بمسمار على سيارة ..
لا تعرف المسمار !
لا يهم ..
المهم ما كنا نقوله لبعضنا ..
أو نتركه لأحفادنا ..
الحقيقة .. أنه أيضاً كالمسمار .. لا يهمك أن تعرفه ..
لأنه فعلا غير مهم ..
في الواقع هو ليس فقط عديم الأهمية ..
هو مما أخجل أن أخبرك به ..
بماذا نفتخر !
بالكذب !؟
نعم يا بني ..
كانوا يكذبون علينا ..
وكنا نعلم أنهم يكذبون ..
وهم يعلمون أننا نعلم أنهم يكذبون ..
ومع ذلك .. الجميع مستمر ..
هم مستمرون في تصديرهم للكذب ..
ونحن مستمرون في التلقي !
غباء ! ربما ..
جهل ! ربما ..
إحباط ويقين بعدم القدرة على التغيير ! ربما ..
قل ما شئت ..
لكن هذا ما كانت عليه حياتنا ..
لكن
لا تكن شديد القسوة بهذا الشكل يا بني ..
فقد كانت جميع وسائل الإعلام مملوكة لأصحاب النفوذ والسطوة ..
وهؤلاء اخترعوا قوانين لا يمكن خرقها ..
جميع المغردين خارج السرب .. يتم كتم أصواتهم ..
بغلق الحساب تارة ..
بالتهديد تارة أخرى ..
بل والسجن والقتل أيضاً ..
لا تندهش ..
لقد حدث بالفعل .. بل ومرات ومرات ..
تعاطفك مع قضية ما كان سبباً كافياً لتعرضك لكل ما سبق !
كمية الشر التي سيطرت على هذا الكوكب الأزرق الجميل .. كفيلة
بإفساد مجرات بكاملها !
أي بني ..
احذروا أن تعودوا لتلك الأيام ..
فقد كانت هي الجحيم بعينه.
يا بني .. هذا الحديث نكد علي ..
قوم انقلع من وجهي قبل ما ادعي ربنا ينكد عليكوا ..
ودعني أرقد في سلام ..
جدك .. خالد عبد الرحمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق