الخميس، سبتمبر 21، 2023

السعادة

 

السعادة



بقلم : خالد عبد الرحمن

ما سمعته عن السعادة أنها غير موجودة في الدنيا، وأن السعادة فقط في الآخرة .. وفي هذه المسائل، تكون وجهات النظر، ويصعب الجزم والحسم فيها، هذا شأن المعاني، وإنما نسدد ونقارب ..

والحق أنني مدين بالفضل لصديق لي سألني عن معنى السعادة، فأخذني الحديث للمقارنة والمقاربة بين الحزن والفرح، حيث تساعدنا الأضداد في معرفة الأشياء.

ربما نقترب من معنى السعادة إذا عرفنا ضدها، فهل الحزن ضد السعادة أو عكسها ؟

كلا عزيزي .. استمع لقوله عز وجل :

{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود : 105]

سعيد حسب نص القرآن، عكسها شقي، وليس حزين ..

حسناً .. وجدت في القرآن الحزن والفرح، وباعتقادي هما ضدان، لكن اللافت للنظر أنهما مرتبطان بحال مؤقت، كفرحة المؤمنين بانتصار ما .. أو حزن يعقوب عليه السلام على فقد ابنه .. وهكذا ..

كما تلاحظون هي حالة تنتهي بعودة يوسف مثلاً عليه السلام .. أو تختفي بمرور الأحداث والوقت ..

وبالعودة للبحث في القرآن الكريم عن الجذر "سعد" فلم أجد سوى الآية السابقة، وهذه الآية :

{ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود : 108]

"كلاهما في هود .. وهود فقط .. لعلنا نعود لنعرج عن سر عدم وجود جذر السعادة في غير هود، ومرتان فقط !"

طبعاً نلاحظ الارتباط بين السعادة والآخرة، يبدو أن من ذهبوا إلى عدم وجود سعادة في الدنيا كانوا على صواب !

بالتالي يكون تعريف السعادة بالنسبة لي وكما فهمته :

السعادة هي استمرار الفرح .. ولأنه لا استمرار لأي حال في الدنيا، وأن ضمان الاستمرارية فقط في الآخرة، فإن السعادة تكون فقط في الجنة.

والله أعلم ..

ملاحظة :

كلما احتجت للبحث في القرآن بدلالة الكلمة أو الجذر أو غير ذلك، أجد من اللازم الإشارة للمصدر، فريق أم الكتاب، فجزاهم الله عنا خيرا

خالد عبد الرحمن

21.09.2023