السبت، مايو 30، 2020

بين عثمان وعلي رضي الله عنهما .. ومعاوية

بين عثمان وعلي رضي الله عنهما .. ومعاوية

بقلم : خالد عبد الرحمن
تقول الأسطورة :
حاصر المحتجون بيت عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم قتلوه، ثم انصرفوا إلى بلدانهم وبيوتهم آمنين !
ومن قرأ الأسطورة، سيفهم منها أن أهل المدينة المنورة، تركوا المحتجين يحاصرون خليفتهم، دون أي مشكلة ! وبأن كبار الصحابة، وفيهم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وأبناء كبار الصحابة، رضي الله عن الجميع، جميعهم، تركوا خليفتهم تحت الحصار يواجه مصيره ! وأنهم فعلوا ذلك تنفيذاً لأوامر الخليفة نفسه !
ونكمل مع الأسطورة .. فتقول لنا أن الخليفة الجديد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أيضاً ترك القتلة، ولم يقم بأي إجراء تجاههم !! الأمر الذي استفز أحد أقارب الخليفة المقتول، وهو معاوية، وكقائد في السلطة القديمة، عرض على الخليفة الجديد مد يد العون لمعاقبة القتلة وتقديمهم للقصاص، إلا أن وياللمفاجأة، يرفض الخليفة الجديد عرض معاوية، ويشترط استكمال الإجراءات الروتينية لاستلام السلطة الجديدة !
الأمر الذي دفع معاوية "مضطراً" لقتال الخليفة الجديد، ولم يكن أمام الخليفة الجديد سوى القتال دفاعاً عن سلطته !
ونصل لنهاية الأسطورة، وربما هي الحقيقة الوحيدة التي يمكنني تصديقها، والمتمثلة في انتصار معاوية، وثبوت سيطرته على السلطة.
ولكن ماذا عن القتلة ؟ هل انتقم منهم معاوية ؟ هل اتخذ أي رد فعل تجاههم ؟ هنا الأسطورة لا تجيبك، ولن يجيبك أحد، لأن معاوية لم يفعل أي شيء تجاه القتلة !
تماماً كموقف علي بن أبي طالب "الخليفة السابق" !
أطرح هذا المقال على :
المختصين في علم الاجتماع
المختصين في علم النفس
المختصين في علم التاريخ
وأدعوهم "مجتمعين" لدراسة هذه الادعاءات .. فإن أثبتوها .. فعليهم أن يشرحوا لنا كيف ولماذا اختل ميزان الشريعة والرجولة والعروبة والعرف وكل الموازين، بحيث يسمح أهل المدينة لشرذمة من الناس باقتحام مدينتهم، وحصار وقتل خليفتهم، والخروج بأمان وسلام منها ؟!
وكيف اختلت نخوة كبار الصحابة وأبناؤهم، وتركوا صاحبهم يواجه مصيره، وأين الثبات الانفعالي لهؤلاء الناس؟
ويقيني .. أن كل ما سبق لم يحدث أصلاً .. عثمان بن عفان رضي الله عنه ربما قُتل مطعوناً أو مسموماً غيلةً، وحدثت محاولة بائسة من الطرف الذي انتصر أخيراً لكتابة تاريخ يبدو في ظاهره وكأنه الطرف صاحب حق في تلك الرواية، أو الأسطورة بمعنى أدق.
أتمنى أن تصل هذه الدراسة لحقيقة ما حدث، ومن زور هذه الأحداث وما تلاها، وكيف وصلتنا بهذه الصورة.
دمتم في أمان الله
خالد عبد الرحمن
30-5-2020