السبت، أبريل 20، 2019

كائن بدرجة مواطن صالح .. في العالم الثالث


بسم الله الرحمن الرحيم
كائن بدرجة مواطن صالح
في العالم الثالث

بقلم : خالد عبد الرحمن
حين تنظر لأولئك الحكام (أقصد طغاة العالم الثالث)، وحين تنظر لقدراتهم الذهنية المتواضعة، تسأل نفسك، كيف ينجح هؤلاء الفشلة، محدودي الإبداع والخيال، معدومي الذكاء، في الحفاظ على كراسيهم طيلة هذه الفترة !
ربما تجد الإجابة في رواية مزرعة الحيوانات للكاتب جورج أورويل ..
وخلاصتها أن الطغاة :
يزرعون الجهل في العقول .. والخوف في القلوب .. والجوع في البطون .. ليحافظوا على كراسيهم لأطول فترة ممكنة .. 
·       فتراهم يدمرون التعليم بسياسات تعتقد أنها متخبطة ومتضاربة متعارضة، ما لا تعلمه، أن هذا التخبط مخطط له، مدروس، وربما بعناية بشكل أكبر مما تتخيله.
·       وينشرون القصص حول الأهوال التي يتعرض لها المعارضون في السجون، وترى الإنفاق غير المحدود على الأمن وقبضته الحديدية.
·       وأخيراً .. فهم يضغطون على جيبك من جميع الاتجاهات .. فلا تكاد تلتقط أنفاسك، لتعود مرةً أخرى لمضمار الجري والهرولة خلف فواتيرك الشهرية.
وبالتدريب والتدريج، تتحول الحقوق العادية، المكفولة للكائنات الحية بشكل عام، إلى أحلام وطموحات، لا يتمكن الإنسان العادي من الوصول لها بغير شق الأنفس، وطحن الأبدان !
فلا عمل، ولا زواج، ولا سكن، ولا سيارة، قبل أن تقدم القرابين من دمك ووقتك وحياتك، بل ومن أخلاقك، ومن دينك، ومن إنسانيتك، حينها تتمنى لو كنت أي كائن غير ذلك الكائن في العالم الثالث والمسمى زوراً وبهتاناً (إنسان) .. صدقني .. في تلك الرحلة ستكتشف أنك تفقد جزءاً من ذلك الإنسان بداخلك يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام.
إلى أن تصبح في نظر الطاغية وأجهزته الأمنية .. مواطناً صالحاً ! مجرد كائن حي، بدرجة مواطن !!
لا خروج من هذه الدائرة بغير كسرها، وكسرها ليس فقط بمجرد طلب العلم، بل بالنهم للعلم، تعلم ذاتياً، لا تنتظر من ذلك الطاغية أن يعلمك، اجتهد، بل وراجع وتشكك فيما تم حشو دماغك به من ذلك النظام، هذا هو الطريق، ستتخلص من الجهل، وهذه الخطوة ستحررك من الخوف، وسيصبح أمر الجوع بسيطاً ..
ودمتم في أمان الله ..
خالد عبد الرحمن
20/4/2019 م.