كلامُ آدم .. عليه السلام
بقلم : خالد عبد الرحمنلفت نظري في قصة آدم عليه السلام :
كلمة : قال .. وأي اشتقاق لها .. لم تأت مع آدم عليه السلام بالمطلق !
المرة الوحيدة عندما علمه الله الأسماء كلها ..
وطلب منه :
" إنباء "
الملائكة .. وقد فعل ..
" فأنبأهم "
استخدم فعل الإنباء وليس القول
حتى في حوار الشيطان معه في سورة طه
الشيطان قال ..
آدم لم يرد عليه !
رغم أنه استجاب لدعوة إبليس بالأكل من شجرة الخلد !
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى{120} فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى{121}طه 120-121
فلماذا في القرآن كله لا تجد إشارة كلامية من آدم ..
رغم ارتباط مشتقات " قول " مع باقي الرسل والأنبياء ?
القرآن لم ينقل لنا مقولة واحدة من آدم عليه السلام !
فهل من دلالة أو تفسير ?
ما وصلتُ إليه .. الدلالة ..
وهي أهمية القول .. أهمية الحوار
والتي لم يهتم آدم عليه السلام لها كثيراً على ما يبدو ..
ظهرت في الخلاف بين ابنيه ..
قربا قربانا ..
تُقبل من أحدهما ولم يُتقبل من الآخر ..
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } المائدة 27
فكان يفترض أن يتدخل الأب النبي ويشرح لهما وبالذات للذي لم يُتقبل منه .. كيف الطريق لمرضاة الله ..
أو أن يسأل الابن أباه ..
لماذا يا أبي .. يا نبي .. لم يتقبل الله مني ..
حينما اختفى الحوار بين الأب والابن ..
يشب الصراع .. وينتهي بكارثة !
ربما .. يرشدنا الله لأهمية القول بين الأب وابنه في الاتجاهين ..
لكن لم يكن ثمة حوار بينهما ..
افتحوا بينكم وبين أبنائكم حواراً .. ولا تغلقوه ..
وافتحوا حواراً مع آبائكم .. ولا تغلقوه ..
والله أعلم ..
اللهم علمنا ما ينفعنا .. وانفعنا بما علمتنا
خالد عبد الرحمن
15/7/2018