الأحد، أبريل 13، 2014

كلمات .. بين آدم وإبراهيم عليهما السلام



بين آدم وإبراهيم عليهما السلام
كلمات وعهد وإمامة
بقلم :
مها العصار
و خالد عبد الرحمن


كلمات ..
قال عز وجل : ) وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ( البقرة 124
تُرى ما هي الكلمات التي ابتلى الله بها إبراهيم عليه السلام؟ تُرى أتصح رؤيتي عندما كنت طفلة، الآن؟! فاني اعتقدتُ أنّ الله أخبر إبراهيم بعض التعاليم بكلمات فآمن بها إبراهيم ثم أصبح إماما للناس !!
والآن أسأل، لماذا كلمات ! لِمَ لم يقل قرآن أو كتاب أو أنه أنزل عليه وحيا !! وماذا قصد ربي من الفعل "ابتلى "  لستُ أملك تفسيراً، إلا أنّ الجميع يعلم قصة إبراهيم عليه السلام وما مر به شأن الصالحين أصحاب العقول والقلوب،، فإبراهيم مر بموجات من الحيرة والألم، فقرر أن يبحث وعندما مر بمرحلة البحث مر خلالها بمرحلة الشك.
) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ{74} وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ{75} فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ{76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ{77} فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ{78} إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{79} (الأنعام 74-79
أجل لقد عانى كثيرا هذا الرجل إلى أن وصل إلى الاستكشاف ثم  مرحلة اليقين وحين وصل إلى اليقين  اكتمل تطهير قلبه واتسع ليتلقى فيضا من الله، لأن من يتوقف عن الشك في الله يصل إلى روحه، وحين وصل إبراهيم إلى روحه بعد أن كانت ضائعة بدأ يتلقى بقلب واسع وروح ذات أجنحة خفاقة  ...
واني حين أتأمل بكل هذه المراحل أرى ترجمة جميلة ساحرة للفظة  " كلمات"  في سورة البقرة " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات"،،
 فالله يقول "أتمهنّ" يعني أن إبراهيم كان يتم المراحل مرحلة بعد الأخرى وحين أتمهن جعله الله إماما للناس " قال إني جاعلك للناس إماما " لم يستحق إبراهيم الإمامة إلا حين "أتمهن " ،، ولن أتوه كثيرا في كلمة إماما، ولكن ماذا لو قال إبراهيم عليه السلام سائلاً الله " ومن ذريتي؟" ويقول الله "لا ينال عهدي الظالمين" ..
هل يعني هذا أن الإمامة يستحقها كل عادل؟ وما المقصود بالظالمين؟ ....هنا لن أخوض في شيء لا أعرفه إلا أنني أوقن أن الله وافق على الإمامة لكل إنسان من ذرية إبراهيم "ليس ظالما "  ولا أعرف لماذا تجذبني نفسي للآية "ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب و الحكمة ويزكيهم انك أنت العزيز الحكيم" أما عن المعنى لكلمة "رسولا" "معلما من أرواحنا نحبه و يحبنا " فهل توافقني قلوبكم بان إماما تعني معلما ؟ وهل توافقني قلوبكم بان قليلين هم من يستحقون لقب " معلم منا " وان كل من مر بمراحل الطريق وأتمهن فاتسع قلبه إلى أكثر من تلميذ هو في حد ذاته إماما ؟ ولو أمرنا لنفذنا ؟؟ فما هي محركات وحوافز الفعل إلا " الحب ,,العقل ،، الروح " وان كل من آمن بروحه وعقله و قلبه وأيقن فهو إمام ،ومن شك فهو من الظالمين الذين لن ينالوا عهد الله ..
بعد المراحل التي مر بها إبراهيم عليه السلام والتي استحق بها الإمامة بدأت موجة جديدة من المراحل ولكن هذه الموجة لم تولد إلا من حجم اليقين الذي في داخله، و أي موجة تحدث الآن كفيلة أن تولد الشك في قلب كل من هو حول إبراهيم عليه السلام !!
واني اقصد أن بعد مرحلة تطهير قلبه وتوسيعه ثم تعبئته بكل الخير جاءت مرحلة العمل والتطبيق .. وهي المرحلة التي لا بد أن يظهر لها شكاكين و لو كنا في ذلك الزمن لشككنا ..
) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( البقرة 127
رجل جعلنا نؤمن بالله ثم ما وجدناه إلا وقد جاء بحجارة واخذ يبني هو وابنه  ويقول لنا هذا بيت الله في الأرض وستطوفون هنا وتدورن !!
{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ }الصافات107
رجل يقول لنا أن الله موجود في كل مكان وما وجدناه إلا واحضر سكينا ويريد ذبح ابنه ثم ينزل الله كبشا ليفديه !! ولم ينزل الله هذا الكبش إلا ليهدأ قلوب الشكاكين ويرحمها !! والله اعلم
عموما فمرحلة التطبيق مرحلة قاسية جدا جدا ولا يطيقها قلب إلا قلب إمام لأنها مرحلة مليئة بالامتحانات وأي فشل يعني انك سترجع إلى المرحلة الأولى حيث كان يشك قلبك يعني انك ستدور كما الشكل الحلزوني ولكن إلى أسفل بدل أن كنت تصعد إلى الأعلى كما يدور الإلكترون حول النواة !!
 فأين نحن في هذه المراحل؟ وهل أدركنا شعورنا بالضياع يوما؟ وذهبنا "نبحث " و" نستكشف "؟ ،و هل استكشفنا؟ وهل مر بنا الشك؟ وهل صدقنا؟ وأين يسكن اليقين؟ ومتى سنصل إلى اليقين؟ وكم بين اليقين والشك؟
عموما فالشك خطير لكنه جميل وضروري جدا في كل مرحلة من المراحل الأولى إلا انه حرامٌ في المراحل الأخيرة التي تكثر فيها التطبيقات وكلها امتحانات لا يجب أن نفشل بها لأن الإخفاق سيرجعنا إلى المراحل الأولى وليست العودة إلى الوراء إلا كالعودة من الجنة  إلى جحيم الظلمات  ..
فلا تحقرنّ أحد ولا تلومنّ أحد فربما  أنت في مرحلة الضياع أو الشك وهو في مرحلة اليقين والتي تقتضي أفعال مغايرة جدا قد لا  نستوعبها بل إنّ المنطق بطيء جدا في تحليلها !! ....
ثمرات
) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ {125} وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ( البقرة 125-126
يخبرنا إبراهيم عليه السلام بأنه قد أصبح للناس مرجع يرجعون إليه،، ملتقى تلتقي فيه أرواحهم، فان اجتمعت الأجساد طوّافة فجميل، وان لم تجتمع فهناك أرواح الناس تذهب إلى ذلك البيت لتطوف  وهذا أجمل !!
 الطواف هناك له رونق لأن الأرواح لا تنفرد بل إنّ الإنسان كائن يحب الإنسان ولا يعطي أكثر ما يعطي إلا عندما يأنس بإنسان، وهكذا الأرواح تذهب تطوف هناك لتأنس ببعضها ،، هذا ما تقوله الآيات مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً
هذا الأمان هو الذي يخلق الأنس بل هو الذي يجذب الأرواح إلى هناك بل ويجعلها تقلد الكون بأسره ،فالكون بأسره يطوف عشقا لله والأرواح كذلك ،، ولاحظوا معي أحبتي أن الله يقول مَثَابَةً لِّلنَّاسِ ولم يقل "مثابة للمؤمنين أو المسلمين"!!
بالله عليكم ألا يحق لي أن أضع بجانب هذه الآية علامة استفهام ؟
لا .. إطلاقا لا يحق لي هذا!! ،، بل وجب وضع علامة شكر بل وامتنان لخالق هذا الكون الرحمن، فهذه الآية تقطر بالرحمة،، يا صديقي الأرواح  لا دين لها سوى دين الله ،، وهذا أكبر دليل أن لا لوم على قلوبنا لو أحبت غير المسلمين الطاهرين بل ولتعمل معها وتنتج ...
الأمــن ..
 الأمن هو سر ذلك المكان وأعتقد أن علم الفيزياء يفسر كل ما ذكرته هنا وليس الكلام بجديد على مسامعكم إلا أنني جذبتني كلمة "الأمن" ففهمت معنى التقاء الروح بالروح, وفهمت معنى بيت الله، ولكن الذي جذبني أكثر وودت أن أشارككم فيه هو هذه الآية ) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ( البقرة 126
الآيات هنا مغلفة لا حلاوة فيها إلا إذا استطعنا أن نرفع ولو جزء قليل جدا من الغلاف ولنتذوق ولو الرائحة !!
الآيات السابقة كانت تتحدث عن اجتماع الأرواح  والأنس بها ،وهذه الآيات تحكي عن ثمرة اجتماع الأرواح ،، فهل من المعقول أن يعطي الله المؤمنين فقط الثمر ولا يعطي الكافر إلا قليلا !! هذا معني لا منطق فيه !! وإنما المقصود من وراء هذه الآيات المغلفة والله أعلم  هي" المعرفة " أجل المعرفة بلذتها ونشوتها و أطعامها المختلفة ،، كأن الله سيكافئ تلك الأرواح الطوافة اللذة والنشوة والسعادة بالمعرفة وهذه أعظم ثمرة ستكون من حق الأرواح التي آمنت بالله وباليوم الآخر.
بينما الأرواح الجميلة التي كانت تطوف ولكنها للأسف لم تؤمن بالله ولا باليوم الآخر وإنما ذاقت النشوة سيكون لها نصيب من المعرفة ولكن للأسف ليس كنصيب المؤمنين، ولربما كانت نشوتهم هي نشوة العلم أو الشهرة أو الجنس أو الإنسانية، إلا أنهم سيتمتعون قليلا وليس كثيرا لأن المتعة الحقة هي متعة معرفة الله بينما هم لم يعرفوه إلا أنهم ذاقوا حلاوة وجوده وخيره وجماله وطافوا مع الطوافين.. والدليل على ما أقول الواقع حيث يقول أن الكفار يتمتعون كثيرا في الدنيا متاع الثمرات المادية وليس قليلا، بينما ثمرات المؤمن في الدنيا غالبا ما تكون قليلة ،،أليس كذلك ..؟
عموما فالفريقين الروحانيين اللذان تحدثت عنهم الآيات مروا بكل مراحل إبراهيم عليه السلام  ولهذا أصلا آمنوا بالطواف وآمنوا بالامتحانات فاستطاعوا أن يفعلوا ما يغاير الواقع وشك فيهم كثيرون ...
روابط ..

أجد رابطا بين (الكلمات) التي تلقها آدم عليه السلام، و(الكلمات) التي كانت ابتلاء لإبراهيم عليه السلام .. وحصل الأول على التوبة، بينما حصل الثاني على الإمامة !
{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة37
) وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ( البقرة 124
فهل هناك رابطا ما ؟؟
آدم عليه السلام تلقى نفس الكلمات التي تلقاها إبراهيم (والله أعلم)
لكن آدم لم يتمهن ! فقتل أحد أبنائه أخاه !
بينما إبراهيم عليه السلام أنجب طفلان أصبحا نبيان ومن ذريتهما ما نعرفه من الأنبياء .. وانظر لاسم يوسف كاملاً لتعلم لأي جيل امتدت الإمامة المباشرة من نسل إبراهيم عليه السلام مباشرة  : يوسف بن يعقوب ابن اسحاق ابن إبراهيم !!!! عليهم جميعا الصلاة والسلام ..
فالتوبة التي حصل عليها آدم ليست التوبة من ذنب الأكل من الشجرة ..
بل توبة إعفاء من رتبة الإمامة ..
لماذا ؟ لأن ذنب الأكل من الشجرة حصل من آدم وزوجته، فلو التوبة مقصودة من الذنب لكانت التوبة لهما ..
{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة37
ولم يقل : فتاب (عليــهــمــا)
والتثنية كانت موجودة أثناء توجيه الأمر وأثناء ارتكابهما للذنب وفي العقوبة !
) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ{35} فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ{36} ( البقرة 35-36
اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ
وَكُلاَ
شِئْتُمَا
لاَ تَقْرَبَا
فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ
فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ
والآن انظر : فَتَابَ عَلَيْهِ وليس عليهما !!
مع مراعاة أنه خلق أساسا لخلافة الأرض .. يعني كان سيهبط سواء أذنب أم لم يذنب ..
) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ..(  البقرة – من الآية 30
فهل يعني ذلك أنه لم يتب على زوجه ؟؟؟
بالتأكيد كلا .. لماذا ؟ لأنه بعدها مباشرة :
فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{37}
فهل يكون توابا رحيما مع آدم عليه السلام دون زوجه ؟!
التوبة .. معنى آخــر
التوبة هنا في ظني والله أعلم أنها :
إعفاء من منصب الإمــــامــة !!
فهل تأتي كلمة تاب عليه أو عليكم بمثل هذا المعنى؟ أم أنني ألوي عنق الآية وأنني قد أصابني الشطط؟
تعالوا لنتأمل مفهوم التوبة الذي بمعنى الإعـفــاء من التكليف :
وقليل من التركيز حول كلمة فتاب عليكم :
{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ ... إلى آخر الآية - البقرة 187
مثال آخر أكثر وضوحاً من سورة المزمل :
{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ ... إلى آخر الآية - المزمل 20
فما رأيــكــــم ؟
هل تاب عليكم هنا تعادل وتساوي وتكافئ معنى غفر ذنبكم ؟؟
أم تعني الإعـفــاء من المهمة ؟؟
ومثال أخير من سورة التوبة :
{وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }التوبة118
تاب عليهم ليتوبوا !
إذا كانت تاب عليهم بمعنى غفر لهم، فلماذا لـ يتوبوا ؟؟ لا تكرار هنا !
لكن المعنى الأقرب للتصور :
تاب عليهم (أسقط عنهم التكليف السابق بالجهاد) لـ يتوبوا .. ليرجعوا ويعودوا لله ويعترفوا بذنبهم ومن ثم يعودون إلى صفوف المقاتلين مرة أخرى ..
العهد مرة أخرى ..
{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً }طه115
بماذا عهد رب العالمين لآدم عليه السلام ؟
تقول بعض كتب التفسير أنه نسي التعليمات الخاصة بعدم الأكل من الشجرة، وآخرون قالوا نسي تحذير ربه الخاص بعداوة إبليس .. وأكرر أن الفعل جاء للمفرد وليس للمثنى ..
وهذا والله أعلم بعيد عن المراد والمنطق .. الأقرب لتصوري أن رب العالمين عهد لآدم بالكلمات فلم يتمهن لأنه نسيها ولم يكن لديه العزم (الهمة) لأن يتمها .. وهي الإمامة !
والله أعلم ..
تنويه :
هذا مجرد اجتهاد ورؤية جديدة .. إن أصبنا فلنا أجران ولله الحمد والمنة .. وإلا .. فنسأل الله المغفرة والرحمة والأجر الواحد.
بقلم : مها العصار و خالد عبد الرحمن
11 / 4 / 2014

الخميس، أبريل 03، 2014

الإخوان المسلمين في مصر سيقتلون مرسي ..



سيقتلون مرسي ..
الإخوان في مصر سيجبرون السيسي على قتل مرسي
قرابة السنة والأمور لم تهدأ .. فهناك من يطالب بعودة مرسي رئيساً
وهم كذلك طالما بقي مرسي حياً ..
إن كنتم تحبون الرجل .. وترجون إنقاذ حياته وحياة مصر وحياتكم، أنصحكم بالتالي :
1.
عودوا لشعار الحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيله.
2.
اجعلوا مرسي عند سجانه كارتا محروقا لا لزوم له، كيف ؟
أ) انتخاب مرشد عام جديد، أصلا المرشد الحالي معتقل، ولا ولاية لأسير.
ب) المرشد الجديد يجب ألا يكون مقيما في مصر، ويفضل ألا يكون مصرياً بالأصل، ألستم تنظيما عالمياً ؟ أليس لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ؟
ج) مكتب الإرشاد الجديد يحاسب القديم ويشكل لجنة لفهم لماذا حصل ما حصل، وكل يتحمل مسؤوليته، ويتم فصل أو إقالة جميع أعضاء مكتب الإرشاد، وكذلك مرسي.
د.) رسم رؤى جديدة وخطط مختلفة تماما تأخذ في الحسبان تجارب السابقين في مصر وخارجها.
...
سيناريو التخلص من مرسي :
سيدبر السيسي محاولة اغتيال، تتزامن مع محاولة تهريب مرسي من مكانه بعملية مسلحة تتهم فيها ميليشيات الإخوان وحماس، يتم إحباط المحاولتين، يتم قتل مرسي أثناء المحاولة المزعومة.
فشل عملية اغتيال السيسي ستطغى على الإعلام ..
بمرور الوقت .. سيتقبل العالم فكرة تنفيذ حكم الإعدام في قيادات الإخوان، مهما كان العدد ..
...
ترى .. من سيسبق الآخر ؟؟
خالد عبد الرحمن
3/4/2014

الطيف الوراثي



خيال علمي ..
تجربتي الأولى ..
الطيف الوراثي

بقلم : خالد عبد الرحمن
في المختبر الأمني التابع للدولة يقبع الجهاز الجديد .. تحفة عصره وأوانه .. يقوم الجهاز الجديد على فكرة أن الشفرة الوراثية تترك أثرا متفردا من الطيف لكل شخص على جميع الأماكن التي تواجد بها
ويمكن الوصول لهذا الأثر الطيفي وتتبعه واقتفائه بمجرد اقترابه من أي دائرة إلكترونية مهما كانت بسيطة
فإذا مررت بجوار شاشة عرض أو ساعة يد أو إشارة مرور .. ألخ. فقد تركت بصمتك الوراثية هناك .. بمعنى أدق : بصمة طيفك الوراثي !
الجديد هو اختراع جهاز يقتفي أثرك !
بمجرد حصول الحاسوب على الـ DNA الخاص بك .. والذي يمكن أن يكون موجودا بالفعل في قاعدة البيانات من بيانات مراكز تطعيم الأطفال أو المختبرات العادية
              يريد الكولونيل أن يستعلم عن صاحب هذا الجينوم
              هل هناك مكان محتمل يتواجد فيه الآن ؟ هذا سيوفر بحث سبع ساعات على الأقل !
              نعم .. نعتقد أنه في مدينة الخرطوم بالسودان
              خلال ساعة (إن صح تخمينك) سنجده، أما إن أخطأت فقد نحتاج للساعات السبعة السابقة ، هي مسألة وقت فحسب.
              كيف يبحث الجهاز ؟
              الجهاز يتعامل مع أي جهاز يحتوي على أي دائرة إلكترونية على أنه جهاز إرسال بيانات ! لو وقفت بجوار المروحة (الهواية) فإنها ستشي بك حتما يوما ما .. فلا تأمن للمراوح هذه الأيام ههههههههه

خالد عبد الرحمن
3/4/2014