الثلاثاء، نوفمبر 19، 2013

أحلام

أحلام

بقلم | خالد عبد الرحمن
في جلسة شباب أربعة طلاب بالمرحلة الجامعية، هم (شلة ع) فأربعتهم يبدأ اسمه بهذا الحرف، عماد وعلاء وعلي وعَبِد، والواحد منهم مستعد لأن يضحي بنفسه أخوةً ومحبةً للآخر، أدام الله المعروف بينهم ..
بعد مباراة كرة قدم ساخنة يحتدم النقاش والخلاف والتشفي أحياناً، ولكنه من النوع الذي لا يفسد للود قضية، إلى أن ذكر أحدهم اللاعب المشهور (ميسي) .. فقال آخر : ميسي .. يا سلام ! حلم حياتي أن ألتقط صورة معه .. وأنشر هذه الصورة بصفحتي ع الفيس.
رد عماد : بس ما تقولش حلم حياتي !
عبد في إصرار : والله حلم حياتي .. وأموت بعد الصورة مش مهم.
علاء في شفقة : هذا منتهى أحلامك ؟ صورة !
علي : هو حر .. ما دخلكما ؟
عماد : أليس بصاحبنا ! وله علينا حق النصيحة ..
هناك فرق بين حلم الحياة وبين رغبة عابرة بشخص سيتغير موقعه ومستواه بمرور الزمن سواء للأفضل أو للأسوأ ..
حلم الحياة يجب أن يكون شيئاً رائعاً إيجابياً .. يجب أن يجعلني أفضل .. وأن يجعل من حولي أيضاً أفضل، حتى يستحق اللقب، لقب حلم الحياة.
علاء : الله يفتح عليك .. قل لهما أكثر ..
عبد في خجل : اللبيب بالإشارة يفهم ! وصلت الرسالة يا عم عماد.
علي : سامحك الله يا عبد .. بعد أن وقفت معك تتخلى عني وعن حلمك !
علاء : سبحان الله ! يا أخي صاحب الشأن نفسه تراجع، ولكن .. لماذا تدافع عنه وأنت لا تشجع فريقه أصلاً ؟
علي : الحقيقة .. في الواقع .. كان حلم حياتي .. صورة مع رونالدو، وأموت بعدها !!
خالد عبد الرحمن
19/11/2013

الأربعاء، نوفمبر 13، 2013

بين سوء الظن وعكسه

بين سوء الظن وعكسه 
وعكس سوء الظن ليس حسن الظن
عكس سوء الظن هو السذاجة
أنا أسيء الظن في من يحملون ويتحملون مسؤولية الكهرباء في غزة
وأدعو عليهم ليلا ونهارا
في صلاتي وخارجها
اللهم انتقم منهم، وامسح ذريتهم، ولا تبق منهم أحدا ..
اللهم اشف صدورنا فيهم
اللهم أرنا فيهم ما يريح بالنا
اللهم اجعل سبب موتهم الحرق

ركبة حمزة


ركبة حمزة
بقلم : خالد عبد الرحمن
حمزة شاب رياضي .. أصيبت ركبته خلال مشاركته في بطولة محلية، هرع طبيب الملعب، أجرى اللازم ونصحه الطبيب بالراحة، تغيرت طريقة حمزة في المشي قليلاً .. لكنه راضٍ بقضاء الله، ركب سيارته ليعود لمنزله، نظر في ساعته فأدرك أن عليه الإسراع قليلاً كي يدرك موعد الكهرباء المقدس، حيث أنه يسكن في الطابق الخامس، والمصعد لن يعمل قبل ساعة حسب اتفاق السكان بسبب أزمة الوقود المقدسة أيضاً !
لم يكن المنزل بعيداً .. سأسلك هذا الشارع ثم أنعطف يساراً .. هكذا قرر حمزة، لكن أبواسماعيل كان قد قرر قبله أن يغلق هذا الشارع تحديداً، إنها سهرة ابنه اسماعيل ولن يترك هذه الفرصة ليعبر عن فرحته وليشارك جيرانه والأهم أنه ليس أقل من أبو علي الذي أغلقه الأسبوع الماضي.
ينظر حمزة في ساعته ثم يلتف حول الشارع ليجد أن أبو العبد هو الآخر قد قرر إغلاق الشارع الموازي أسوة بأبي توفيق.
حمزة يعود من حيث أتى ليأخذ مساراً أكثر بعداً عن المنزل، عساه أن يصل قبل انقطاع التيار الكهربائي ليلحق بالمصعد ..
ولكن هيهات .. وصل بعد انتهاء مباراة الكهرباء مع الأسف .. والآن لا مفر، سيصعد الدرج مع ركبته المصابة، ولأن الطريق عالٍ فكان لديه من الوقت لكي يوجه اللوم إلى نفسه، لم يكن هناك ما يدعو لأن أصيب نفسي بنفسي، لكنه رفق بنفسه، وقال أوجه اللوم إلى الكهرباء، لكنه عدل عن ذلك أيضاً، لأن الموعد معروف وأنا من تأخر، في الطابق الثالث وجه اللوم إلى الطبيب، لأنه لم يعطه الدواء السحري الذي يُشفي في الحال، في الطابق الرابع كان الألم قد اشتد به، لدرجة أنه لم يفكر في كل الأبوات الذين يغلقون شوارعهم المملوكة لهؤلاء الأبوات ملكية خاصة يغلقونها متى شاءوا ..

في الليل كان كل من أبواسماعيل وأبو العبد يعلنان في وضوح عبر مكبرات صوت تصل إلى تركيا شمالا واليمن جنوباً بأن حب الوطن يقتلهما، وأن القدس والأسرى في البال وأن العريس حسن الشمائل، وأن .. وأن .. حتى وصلوا إلى أم العريس التي سيسهل الله عليها ..
عندها كان الألم قد انتقل من ركبة حمزة إلى رأسه، ورغم أن الطبيب أكد له عبر الجوال أنه لا يمكن أن تؤثر الإصابة في الركبة على الرأس مطلقاً .. إلا أن حمزة كان مصراً على العلاج بالخارج، لأن الطب في غزة متأخر للغاية !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "منْ آذى المسلمينَ في طرقِهمْ وجبتْ عليه لعنتُهم" حديث حسن[1]
خالد عبد الرحمن
13/11/2013



[1] الراوي: حذيفة بن أسيد و أبو ذر المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 8264 خلاصة حكم المحدث: حسن