الجمعة، سبتمبر 27، 2013

مبروك .. أصبحت وزيراً


مبروك .. أصبحت وزيراً
بقلم : خالد عبد الرحمن
أحمد مدير عام في إحدى الوزارات، أحمد كذلك حاصل على درجتي الماجستير والدكنوراة في مجال تخصصه، ويحاضر بشكل متقطع في الجامعة، نسيت أن أخبركم أنه ابن بار لأحد التنظيمات، لاحظتم معي أنه مؤهل لأن يصل لمنصب وزير بين عشية وضحاها.
أحمد كان يحلم بهذه الدرجة الرفيعة، والواقع أنه صرح بهذا بعد أن أسرّه طويلاً، وهذا التصريح صدر منه أمام قيادات هامة بالتنظيم.
لم يجدوا في سيرته الذاتية ما يمنع، ولم لا؟ بكل الأحوال سيتم تشكيل حكومة آجلاً أو عاجلاً، وسيكون للتنظيم بلا شك نصيب وتمثيل ..
وذات يوم وبحسب قوانين الجذب التي  يحدثوننا عنها، جاءت الوزارة تهرول إلى دكتور أحمد، وانتهت التبريكات وسريعاً بدأ الدوام ووجد الرجل نفسه غارقا بين تلال المشاكل التي كانوا يحملون مسئوليتها للوزير مباشرة!
بعد أسبوع واحد فقط، تم نقل الوزير الدكتور الذي لم يتجاوز الرابعة والأربعين إلى المستشفى إثر إغماءة مجهولة السبب (على الأقل لمن حوله).
عزيزي القارئ .. هل تعلم أننا كلنا (تقريبا) هذا الرجل؟ كلنا مؤهل لأن يكون وزيراً، كلنا كنا نلوم الوزير الحالي، كلنا سنتفاجأ بحجم المشكلات في اليوم الثاني من الدوام.
فقل لي بالله عليك، كيف سيأتي الإصلاح ونحن لم نخطط لحظة واحدة لليوم الثاني من الدوام، رغم أننا قد نخطط للوصول للوزارة عشرة وعشرين عاماً .. لكنه تخطيط لليوم الأول فقط، تخطيط للحظة أداء القسم أمام رئيس الدولة فقط!
نصيحتي لكل من يحلم بالإصلاح، أو بالوزارة، أو بكليهما، أن يكتب الآن أول قرار وزاري، ثم يكتب أول عشرة قرارات وزارية، ثم يكتب خطة الوزارة للسنة الأولى، ثم خطة الوزارة للخمس سنوات القادمة، أن يكتب في ورقة المشكلات القائمة التي يراها، وأن يكتب في ورقة أخرى التصورات والحلول لهذه المشكلات، حلول حقيقية لا مسكنات.
هكذا فعل أردوجان، وبالتأكيد غيره فعل، وبالتأكيد عليك أنت أيضاً أن تفعل، بشرط : قبل أن تسمع أحدهم يقوم بتهنئتك بقوله : مبروك .. لقد أصبحتَ وزيراً.
خالد عبد الرحمن
27/9/2013